وجهي .. في مرآة مهشمة ..!

صورتي
حيث تفنى كل نار
هيَ ذي الحياة ُرسائل ٌ.. فيها من الألم الجديد ْ.. العُمر خيل ُمراسل ٍ.. والحُزن ذاك هو البريد ْ..!

السبت، 21 مايو 2011

حزني أنا حُزنُ الطيور مُهاجرة ..!



::
::
هذا الصباح
يتشربني الحُزن
وأمتلئ به
حتى يكاد يفيض من أطراف أناملي
وكأني كأسٌ أُفرغت من كل ما فيها
ثم أُترعتْ أسىً .. وانكساراً
.
هذا الصباح
أفقتُ مستنكراً ذاتي
وكأني أُلبستُ جسداً غريباً
لا يلائم مقاس روحي المشظاة
وكأني مدينة
فقدت مكانها في خريطة العالم
وكأني كلمة
تبحث عن موقع لها بين الجمل
ومحل لها من الإعراب
وتفتش في القواميس والمعاجم
عن معنى لها
فلا تجده ..!
.
هذا الصباح
سألتُ المرآة
من أكون؟
هل يا تُرى أعرفني؟
أحقا هذه ملامحي
أصدقا هذه تقاسيم وجهي
وأسارير جبهتي وخطوط كفي التي حملتها معي
طيلة عقدين ونيف من الزمن
أيعقل أن أنكرها
وتنكرني
ورغم تجاورنا طوال هذا العمر
نلفي أنفسنا
غرباء لا نجيد حتى
تهجي أسماءنا ..!
.
هذا الصباح
اعتكفتُ في مخبئي المعتاد
أستظل أشجار النخيل والتين والبرتقال
وأنصت بهدوء إلى غناء العصافير
مع كوب شاي يمد أصابعي المتجمدة
بعناق دفء
هذا الصباح
ذبلت كل الألوان في عيني
واكتست قزحيتي بلون الرماد
آه إنه اللون الرمادي
إنه لون الحُزن الذي أتنبأ بمجيئه
قبل أن يطرق أضلعي
ويستأذنني في الدخول إلى قلبي
رأيت الكون بعينين رماديتين
فذوت كل المعاني من الوجود
وكل شيء أصبح مثل كل شيء
وأي شيء غدا كمثل أي شيء
حينها
حينها ابتسمت .. بصعوبة
وبعد جهد جهيد ..!
.
هناك
رأيت عصفورين يغنيان
ويحلقان من غصن إلى غصن
وكأن البهجة خلقت لهما أجنحة
تحملهما في الريح
وإلى السماء
رأيتُهما
يلعبان
ويتلاحقان
ويتأجج النشاط في جوانحهما
ثم بعد حين
يتوقفان
ويقتربان من بعضهما على استحياء
فيلثمُ كل منهما الآخر
ويُقبِّلان بعضهما
بكل تؤدة .. ولطف
ثم يتعانقان بكل اشتياق وحنان
يا الله ..!
من قال إن البشر يعرفون للحب وجهاً !!
أية قصة عشق تراءت أمامي هذا الصباح
بين عصفورين جميلين
ابتسمت .. لهما فقط
.
ابتسمت
وتذكرت أضلعي المكسورة
آلمتني أكثر
ونظرتُ إلى صدري
وكفيَّ
أتفقد جراحي
إن كانت بخير
فوجدتها تئن
وتنزف ..!
.
تمنيتُ حينها
لو كنتُ عصفوراً صغيراً
يحلق بجناحيه في سماء الحرية
بعيداً عن وجوه البشر .. وأقنعتهم
تمنيتُ
لو كنتُ عصفوراً
لا هم له
إلا عشق عصفورته
ومغازلة حبيبته
بالرقص والغناء تارة
وبالعناق والتقبيل تارة أخرى
وكأني أراه يعدها
بعُشٍ جميل
ويمنيها بأطفال عصفورية أجمل
تشبههما كثيراً
وكأني رأيتُها
تتورد حياءً
وتتفجر شوقاً ..!
.
يالله ..!
أعجزتُ أن أكون مثل هذا العصفور ؟
أعجزتُ أن
أجد من يستطيع قراءة الحزن في وجهي
فيرسم فيه البهجة
من يستطيع
أن يعيد إلى عينيَّ لونهما
وإلى قلبي نبضه
أعجزتُ أن أجد من
يستطيع أن يُنهي موسم الشتاء في صدري
ويزرع الورد في خديّ
ويلمس بأصابعه الدافئة شفتيّ
ليعيد الحياة إلى أوصال ابتسامتي
بعد أن تيبست وتجمدت
فأبتسم في وجهه
وكأني أبتسم لأول مرة
ولعينيه هو .. فقط !
أعجزتُ
أن أجد قلباً
يكون لي كل العوالم
وأكون له وحده
الكون كله ..!
.
الآن أضحك
أضحك بلطف وهدوء .. ساخراً
ومنكسراً
كيف لي أن أحلم بحلم كهذا ؟
أنا الحُزن
فكيف للحُزن
أن يحلم يوماً بالفرح ..؟!
.
أنا الحُزن
في صورة امرئٍ
ودمعُ السماء
إذا ما بكت
.
.


[ فما بالُ قلبي هدَّهُ الشوقُ والهوى ... وهذا قميصي من جوى الحزن باليا ]
::
::

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق