وجهي .. في مرآة مهشمة ..!

صورتي
حيث تفنى كل نار
هيَ ذي الحياة ُرسائل ٌ.. فيها من الألم الجديد ْ.. العُمر خيل ُمراسل ٍ.. والحُزن ذاك هو البريد ْ..!

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

قلبٌ .. تحت الترميم !

::
::
،
صحيحٌ أني خرجتُ من باب الحُب مهزوماً بالانكسار، ولكني خرجتُ منتصراً بالوفاء، كل الوعود والعهود خارج عتبة باب الحب، اصبحت منتهية الصلاحية الآن، فوثيقة الغرام التي وقع عليها عاشقان مجنونان، آلت ملغية، بختم عناق معطوب، وتاريخ لقاء مشطوب، وذانك العاشقان لم يعودا على قيد الـ .. عشق، والجنون الذي داهمه التعقل فجأة، لم يعد عذراً شرعياً .. للشوق!

بعد عام من الانكسار، عام من التشظي، عام من العمر المعتقل في زنزانة عتمة، بدت إرهاصات التعافي، وتباشير التشافي، إذ باخت سورة الحمى التي كانت تستعر في وجهي حولاً أو يزيد، والسعال الذي كاد يلفظ كبدي سنبة من الزمن سكنت ثورته، وشعر رأسي الذي تساقط كحبات خرز تهاترت إثر سلك مجذوذ، شرع يتماسك ويستقيم صلبه من جديد، لم يتبق إلا لون من صفرة عائمة في الوجه، وثقل جاثم على العينين، وفي أواسط الأضلع .. بعضٌ من جراح!

[ وجوهٌ للـ .. إعارة ! ]

حين لذتُ بالغربة بضع ليالٍ خلت، وغيرتُ خرائط عينيَّ، وتركتُ صندوق ذاكرتي في غرفتي المأهولة بالحُزن، وقفلتها بمفتاح النسيان [ المؤقت ]، وفي خضم حديث جذل مع مدير الفندق، ريثما تُعد غرفة ترميمي، قلت له: أإيطالي أنتَ يا أنتونيو؟ . فأجاب مبتسماً: كلا، أنا إنجليزي من أصل برتغالي، ماذا عنك: تبدو إيطالياً أو إسبانياً؟ رددت البسمة إليه وقلت: كلا ابداً، عُمانيٌّ أنا [ ولم أجد في خلدِي أصلاً أنتمي إليه .. غير الحُزن! ].
تحدثنا ضاحكين لبرهة، وختم قوله ساخراً: لا تأخذ معك بطاقة ائتمان إلى السوق، وانتبه من النساء! وكان يلمز زميلته الموظفة في الفندق، ضحكنا قليلا، وصمتنا أكثر، ثم جاءت بطاقات صعودي إلى مستودع وجهي، وجهي الذي استعرتُه لتنساني، وأتناساك.

الوجوه اقنعة، قابلة للإعارة والاستعارة، ومقياس دفء القلب، أبرع من يستطيع تفصيل مقاسات قناع وجه ملائم، الحب له قناع مسوم، وللحزن قناع يشبهه كثيراً، ولكنه مقلوب!

فأي وجه تراني استعرتُ، يوم هربتَ مني فاختفيت، وفررتُ إليك ولم أجدك! أي وجه تراني استعرتُ يوم غادرت محطاتك، لأسافر في أي قطار يحمل كرسياً شاغراً لجراحي! ومشحوناً بكل شيء .. إلا منك!

تشارك الليل ولبسي لون الظلام، لم يخالفهما .. إلا وجهي .. وأصابعي!

[ أنا .. قيد الصيانة ]

تجولتُ هناك كثيراً، في الشوارع، في الأزقة، في الأرصفة، وملأتُ عينيَّ من وجوه المارة، علهم يحجبون عن قلبي وجهك، كانوا يرونني وكاني كائن من خارج حدود إلفهم، وكنتُ أراهم وكأني أعرفهم جميعاً !


لا تخشَ عليَّ ولا تقلق، أستطيع تدبر صيانتي بنفسي في غيابك، أو حتى يمكنني الاستعانة بصديق قديم، وصديق آخر جديد، يفتح ذراعيه لأجلي، إن كانت ذراعاك قد قصرتا عن تدفئتي، وطالتا في تجميدي!

لا تبتئس، إن رايتني مكسوراً يوماً، ولم تحرك أصابعك لشفائي، فقلبي أنا الآن .. تحت الترميم !
،
::
::

السبت، 19 نوفمبر 2011

لن يتقد حُبٌّ .. بالصمتِ قد أطفأتَ شمعَه !

::
::
،
[ كُنتَ جُرحاً جميلاً .. وانتهى ]

حينَ رأيتك آخر مرة، لم تكن أنتَ أنت الذي أحببتك، وكأن عينيك اللتين أسرتاني مقيداً في هواك قد نُزعتا من وجهك، ورُصعتَ بعينين أخراوتين، لا تشبهانك في شيء، كما لو كانتا ليستا لك، وليستا لي! حين سمعت صوتك آخر مرة، كان أبرد من أضلعي التي جمدها صمتُك، ودثرها بالجليد جفاؤك!

حين آثرتَ الغياب، واستكنتَ إلى حياةٍ لا تحمل وجهي، فقدتَ روحك، وسقطت منكَ آخر أزهار الياسمين التي أودعتُها كفيكَ الصغيرتين ذات نهار، ولم يعد وجهك يبض نوراً يثل عرش الشمس وينزع عن جبينها تاج الدفء وعن يديها صولجان الضياء.

حين تأوي لنومك باكراً كل ليلة، وتغرق في سباتك الطويل تاركاً لي جُرحاً راسياً في موانئ جفني، لم يعد يباغتك الشوق مثلي، ولم يعد يؤرقك الحنين .. مثلي !

حين أحببتك، مزقتُ تذاكر أسفاري، لما رأيت في وجنتيك الزاهرتين آخر محطاتِ قطاري، وألقيتُ من يديَّ زادي وتزودتُ بك، وخلعتُ معطفي لأحضنك فيه، لينشب عطرك في قميصي أظافره، يقسم عليكَ ألا يوماً تغادره ..
وهأنذا، أتخذ من عصفِ الرياحِ قارعةَ، ومن انكساراتي رصيفاً، ومن جراحك جلباباً لا يقي حر صيفٍ ولا قر شتاء ..!
جعلتُك تغفو في دثار قميصي، وجعلتني أنزفُ .. عارياً منك !

حين نسيتَ نفسك، وتناسيتني معك، اغتلتَني بصمتكَ المأجور بالبرد، حين وقفتُ على بابك، أنتظر أن تبتسم في وجهي، وتمد إليَّ يديك لتمسح أحزاني، لتعانقني، لتخبرني كم تحبني، كم تشتاقُ إليَّ، كم هي الحياةُ كئيبة دوني .. كنتُ أنتظر، وكان انتظاري أطول عمراً من حُبك، وأقصر بكثيرٍ من .. يأسي !

لا تقلق، لستَ بحاجة لأن توهمني بسطوة ذاكرتك، وأنك تقيم عليَّ مآتم حزن، صدقاً، لستَ بحاجة لأيٍ من هذه الأعذار .. لأنك لو كنتَ صادقاً فيما تدعي، لوجدتك ترتمي لذراعيَّ وتطوق أضلعي .. حين طرقتُ بابك يوماً .. وقلتُ: أحبك ! لوجدتُك تبحث عن عينيَّ في المرايا، عن وجهي في أبراج السماء، عن عطري في الشوارع والأزقة .. عن صوتي في عتمة الليل .. عن أصابعي حين يغمرك البرد .. وتبحث عن صدري تلقي فيه أدمعك .. وابتهالاتك !

لستَ بحاجة لأن تمثل أدوار الحب بعد اليوم، لأني اعتزلتُ مسارحك، وسأمضي .. ولن أعود إليك .. أبداً !
،
::
::

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

أنا .. في أسبوع [ 3 ]

::
::

الــيــــوم: ثمانية عشر ألماً
الأسبوع: ستة وأربعون جُرحاً
الـشــهـر: نوفمبر الذبول
الــســنـة: الحادية عشرة بعد ألفي منفى
،
[ خانتكِ عيناكِ ]

اليومَ أنهي، فصولَ الجُرحِ في كبدي، وأفك أسْر هواكِ، من قيود يدي، عليكِ أوصدُ باب العشق في صدري، وأنزعُ وجهكِ .. من عينيَّ  للأبدِ !

خانتكِ عيناكِ
يوم اغتالني، صمتُكِ المأجورُ .. بالبردِ !
وداعاً ، ليسَ للحب ولكن .. وداعاً لكِ .. سائرَ الأمدِ !

::
::