وجهي .. في مرآة مهشمة ..!

صورتي
حيث تفنى كل نار
هيَ ذي الحياة ُرسائل ٌ.. فيها من الألم الجديد ْ.. العُمر خيل ُمراسل ٍ.. والحُزن ذاك هو البريد ْ..!

الاثنين، 16 مايو 2011

سمـاءٌ .. تعرضُ هُـدنة !

::
::
بعد عقدين ونيف
من صراعٍ مُستعرٌ لظاه
بين جحافل قدرٍ وزحوفِه
وبين أعزل كـ إياي .. ثلم الزمانُ أسيافه
ولم يُبق ِ له إلا ساعديه سيوفاً
وصدرَهُ المُعرَّى مُجنأ ً وتُرسا
بعد أن سلَبَ الدهرُ
من بين راحتيه أحلامَه
وشنق على جدار أضلعه أمانيه
ومزق تقاسيم وجهه
بحُزنٍ .. لا تدُسه عتمة ليلٍ
ولا تبدده إشراقة شمس
رجلٌ
لم يكن يملِكُ من الدنيا إلا
قلباً أهداه يوماً حبيباً راحلاً .. لم يُعد
وروحاً .. تصلب ظهرها ذات مساء
فما عادت تستمرئ الركوع
وعينين مجدولتين لوجه السماء
فاستعصت عنقه على الليَّ .. والخضوع
.
هل حقا عليَّ أن أصدق
أن الدهر ذا قد أعياه تصرُّمي وتلُّجدي
وأن حصاره المضروب حول أنفاسي
كان أسرعَ ظمأ ًمن زادِ اصطباري
فطفق يطفئ نارَهُ في بحر صدري
وأنكس أعلامه
وبسط يده يستجدي بها صَفحي وسلامي ؟
أم أن هذا سلامٌ
كـ سلامِ ملك إنجلترا طويل الساقين
[ إدوارد الأول ]
يوم أرسل زوجة ابنه الخلابة حُسنا والخطَّافة جمالاً
[ الأميرة إيزابيلا ]
كـ طُعمٍ يدس في عسله سُماً زُعافاً
لمتمرد على الظلم والضيم
لفارسٍ يعشق الحرية والكرامة .. والحُلم
[ ويليام والاس ]
فصدق قلبُ ويليام سِحرَ عينيها
ونكث طويل الساقين بوعدِه!
.
.
ليسَ مُهما .. الآن على الأقل
أن أكتشف مخططات القدر
وخفاياه التي يحاول إعفاء آثارها من طريق حياتي
ما يهمني أكثر
وجهٌ رسم في وجهي ابتسامة عريضة جدا
وأهدى لي وجوده دفئاً .. وبهجة
إنه .. قط أبيض .. كالثلج
وأملس كالحرير
وفوضوي شقي .. مثلي! << [ يبتسم ]




لستُ أدري تفاصيل قدوم هذا القط إلى منزلي
رغم أن أخي الأصغر لديه القصة كاملة
إلا أن جمال هذا القط
لم يُفسح لي مجالا لتقصي أخباره السالفة
فقد سرق وجوده مني جُل اهتمامي وشغفي
.
في حقيقة الأمر .. أنا أحب الحيوانات الأليفة جدا
ولاسيما الخيول، والقطط ، والكلاب ، والبط الصغير ، والحمام الزاجل
كان بحوزتنا فيما مضى كلب صغير
أبيض كالثلج ، واسمه [ تاكي ]
كان بالنسبة لنا فردا من أفراد العائلة
ولوجوده أنسٌ يتجاوز الأنس الذي عهده البشر
كان يلعب معنا .. ويرافقنا .. ويشعر بنا أيضا !
وأتذكر جيدا .. كيف خيم الأسى على الأسرة .. والمنزل
يوم فارقنا [ تاكي ] ذات ليلة
بعد أن دهسته سيارتنا دون قصد
ونحن ذاهبون في رحلة عائلية ، فرفض هو أن يبقى وحيدا
وتبعنا خارج المنزل ، ودس نفسه تحت السيارة
فدهسته إحدى العجلات خطأً ، ففارق الحياة!
.
فهل جاء القدر الآن ، يعرض علينا بضاعته
ويعوضنا بـ [ تاكي ] آخر
ليطلب بعدها .. ثمناً ما ؟
لستُ أدري
.
خرجتُ في صباح يومٍ قريب
وما إن خطوتُ أولى خطواتي خارج باب المنزل
حتى ركض القط من بعيد قادما نحوي
وكأن الشوق ريحٌ تدفعه تجاهي
فاحتكَّ بقدمي
وتبعني إلى حديقة المنزل
فحاولتُ أن أصوره بهاتفي
ولكنه كان شقيا بما يكفي ليجعل من تصويره معضلة كأداء




إنه قطٌ في منتهى الروعة
أليفٌ جدا .. ولطيفٌ أكثر
إذا ناديته يأتي نحوك مسرعا
ثم يرافقك حيثما تذهب
وإن جلست أو توقفت
يبدأ في شغبه وممارسة شقاوته
وفي هذه الصورة .. التقطته عدسة هاتفي وهو يتمرغ في التراب




كنتُ أحاول أن ألتقط صورة قريبة له
ولكنه جعل من ذلك مهمة صعبة
فكلما اقتربتُ منه وجلست لأصوره ، كان يقفز فيَّ ويصعد إلى ركبتي
ويلعق يدي بلسانه الصغير
وينمعني من التصوير الدقيق!
عيناه .. جميلتان جدا .. ولكن العجيب أن واحدة زرقاء كالبحر
والأخرى عسلية نقية
أحببته كثيرا ..!




كان [ تاكي ] الجديد شقياً كثيرا
ويزاول أمامي بعض الحركات التي تشي بشيء من [ الدلع ] الذي يكتنفه
كأن يصور لي أنه يطارد حشرة ما [ في خياله ]
أو أن يداعب بأطراف يديه عودا صغيرا أو حبلا أو غصنا وكأنه كائن حي!


أما الصورة الأخيرة [ الجيدة ] التي تمكنتُ من التقاطها له
فكانت مضحكة قليلا .. حيث بدا وكأنه منزعج من أمر ما
ربما كان يضايقه أني منشغل بتصويره
ولم أهتم بوجوده هو
فرسم في الصورة وجها كهذا




سأسميه [ تاكي ]
أحب هذا الاسم للحيوانات << [ أي حيوان جديد يسميه تاكي! ]
وأخذته من رسومٍ متحركة قديمة
نسيت اسمها الآن << [ الذاكرة تختار متى تسعفه ولا تسعفه! ]
وتَيَمُّـناً باسم تاكي الكلب المخلص الوفي
وذكراه الفواحة عطرا
سيكون هذا تاكي القط
وسيكون لي معه في كل يوم .. ودُّ صديقين
.
.
[ وردة واحدة قد تكون حديقتي .. وصديق واحد قد يكون عالمي ]


::
::

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق