وجهي .. في مرآة مهشمة ..!

صورتي
حيث تفنى كل نار
هيَ ذي الحياة ُرسائل ٌ.. فيها من الألم الجديد ْ.. العُمر خيل ُمراسل ٍ.. والحُزن ذاك هو البريد ْ..!

الأحد، 19 يونيو 2011

ذبُلت من الأحزان كُل مواسمي !


.
.
[ قالوا فيما مضى: إن الحُزن يصنعُ شاعراً ، مثلما يصنع الشاعرُ حُزناً
فلستُ بشاعرٍ إنما .. من فيض مشاعرٍ .. خُلِقتُ أنا ]
::
::


ذَبُلَتْ من الأحزانِ كُلُّ مواسِمي ----------------
---------------- وغَدتْ كأجنحةِ الظلامِ مَعالمِي
وتشابهتْ أيامُ عُمري في الأسَى ----------------
----------------فكـأنما الأيـامُ محضُ تـوائمِ
وتَقطَّعتْ سُبُلي وأضحى مَرتَعاً ----------------
---------------- قلبي ، يُؤاوي خَيبتِي وهَزائمِي
والدَّمعُ مِدرارٌ يفيضُ كـأنهُ ----------------
---------------- نَبعٌ تَـحَدَّر من حِياضِ غَمائمِ
فإذا المَآقي أنفَدَتْ عَبَراتِهَا----------------
---------------- فَارتْ دِمائي مِثلَ مُزْنٍ سَاجِمِ
يا راحلاً والجُرحُ يَخرِمُ مُهجتِي ----------------
---------------- أوَمَا رَفِـقتَ بِنزفيَ المُتـفاقمِ
ونَزعتَ مِن قلبي بَقايا وردِهِ ----------------
---------------- وزَرعتَ شَوكاً في رِحابِ حَيازِمي
وأخذتَ من وَجهي الرَّبيعَ ودِفأهُ ----------------
---------------- وتَـركتَهُ مثـلَ الشّتاءِ الغَـائمِ
ولَقدْ رَويتُكَ من وِصالِ جَداوِلي ----------------
---------------- فَسَقيتَـنِي بالهَجْرِ كأسَ حَمائمِ
أوَمَا ألانَـتْ مُقلَـتيْكَ حَرائِقي ----------------
---------------- أوَمَا حَـنَوْتَ عَلى أسَايَ الجَاثمِ
أرَأيتَ إن كانتْ عُيونُك مَوطِني ----------------
---------------- وتَبَوَّأتْ شَفتاكَ عَرْشَ عَواصِمي
فأحَلْتَـنِي لِلْـبِيدِ أذرِفُ وَحْدَتِي ----------------
---------------- وكَـسوتـني بُؤسَ الغريبِ الهـائمِ
ولَطالَمـا خُضْتُ الحَياةَ مُقاتِلاً ----------------
---------------- من أجلِ حُبّـكَ خُضتُ كُل مَلاحِمي
ونَبـذْتُ من كُل الحَياةِ نَعيمها ----------------
----------------    ورَأيتُ في عَينيكَ كُـلّ غَنـائِمي
وأسَرْتَنِي في سِحْرِ عِشْقِكَ مُغرمَاً ----------------
----------------        لَـكَأنَّمَـا قَـيَّـدْتَنِي بِطَلاسِـمِ
فهَجرْتَني والحُزنُ يُدمي مُقلتِي ----------------
---------------- والجُرحُ شَرُّ مُصاحِبٍ ومُلازِمِ
يا لَيتَنِي في الحُبِّ كُنتُ تَمائِماً ----------------
---------------- طوَّقتُ جِيدك فِي الهَوى بِتَمائمِ
فِي مِعْصَمَيك ودَدْتُ لَو إِسْوارَةً ----------------
---------------- قَدْ كُنتُ أو في إِصْبعٍ كالخَـاتمِ
يا لَيتني مَا عِشتُ بَعدكَ سَاعَةً ----------------
----------------   إلاَّ وَجِسـمِي فِي كِفـاتٍ رَادمِ
يا ليتَ من قَبْلِ الفِراق ِشَنقْـتَنِي ----------------
---------------- وصلبتني أو قد حَزَزْتَ غَلاصِمي
فـلَقد ذَوَتْ من بعدِ حُبّـكَ مُنيتِي ----------------
---------------- والرُّوحُ فاضَتْ كالسَّرابِ العائـمِ
والحُـلْمُ عِقـدٌ قـد تَبعثرَ دُرُّهُ ----------------
---------------- وكَذا الأمـانِي دُوهِمتْ بِقَواصمِ
أوفَى الزَّمانُ بِوَعدِهِ وَبقيتُ فِي ----------------
---------------- ذِكرَى الحَبيبِ مُخَـيَّباً بِمزَاعِمي
وقَضَى القَضاءُ بِحُكمِهِ في مَقتلي ----------------
---------------- فـقَضَى بِحُـكمِ الطَّاهِرين لِآثِـمِ
واستُبدِلتْ بِفضائلي زَلاَّتُ مَن ----------------
---------------- سَاوَى الجُناةَ بِحَوْبةٍ وَجَرائـمِ
يا صَاحِ إنَّ الدَّهرَ ذَا ألْـفَيتُهُ ----------------
---------------- لَـوناً لِوجْهِ جَهنَّمِ المُتـقَادمِ
مُـتَمَاثِلٌ إِصْباحُـهُ وَظلامُـهُ ----------------
---------------- وضِياؤُهُ قِـطَعُ السُّحَامِ الفَاحمِ
لا تأمِنِ الدَّهرَ الخَؤُونَ فـإِنَّهُ ----------------
---------------- شَـرٌّ تَقَـنَّعَ خَلْفَ سِتْرٍ نَاعمِ
وإذا أتاكَ بِبَعضِ سَعْدٍ فَارتَقِبْ ----------------
---------------- سَيْـلاً يَفيضُ بِكُلِّ رُزْءٍ قاتمِ
فاجْعلْ مِن الصَّبْرِ الجَميلِ مَطيَّةً ----------------
---------------- واعْرضْ عن الدُّنيا بثَغْرٍ بَاسمِ
والبَسْ ثِيابَ مَعزَّةٍ تَسْتُرْكَ مِنْ ----------------
---------------- عُرْيِ المَـذلَّةِ والهَوانِ العَارِمِ
وابتَعْ كَرامَةَ ذا الزَّمانِ ولا تَبِعْ ----------------
---------------- كَرَمَ النُّفُوسِ وَلَوْ بِبَحْرِ دَرَاهمِ
وَارْبَأْ بنَفْسِكَ أنْ تُوادِعَ طَاغيَاً ----------------
---------------- أوْ تَستَـكِينَ لِظُلمِ عِلْجٍ غاشِمِ
فارفَع لِواءَ العِزِّ يَخفِقُ سَامِقاً ----------------
---------------- واسْـلُلْ لِمَجْدِكَ كُلَّ سَيفٍ صَارمِ
تَحظى من الدُّنيَا بِأشرَفِ مَنزلٍ ----------------
---------------- وتَفوز فِي الأُخرى بِخيْرٍ دائـمِ
.
.
[ من الكامل ، وعدتها خمسة وثلاثون بيتاً ]