وجهي .. في مرآة مهشمة ..!

صورتي
حيث تفنى كل نار
هيَ ذي الحياة ُرسائل ٌ.. فيها من الألم الجديد ْ.. العُمر خيل ُمراسل ٍ.. والحُزن ذاك هو البريد ْ..!

السبت، 15 أغسطس 2015

أنا في أسبوع [ 18 ]


::
::

،
الــيــــوم: تسعة وعشرون جُرحاً
الـشــهـر: شــــــــوّالُ الاغـتـراب
الــســنـة: السادسة والثلاثون، بعد أربعمائةٍ وألف منفى


عامان، مذ وقفتُ على هذا الطللِ البالي، مذ كنتُ أحسِب الأيامَ جراحاً ومواجع، وأمنتياتٍ محطمة. طللٌ، كم لنا فيه من دمعةٍ مسفوحةٍ وحُزنٍ طويل، فيالكِ من آلامٍ متزاحمة، وأوصابٍ متراكمة، ويالكِ من ذكرى عصيةٍ على النسيان.

بعد كل هذا العمر، أعودُ كمغتربٍ طاف الدنيا، دون أن يلقي عصاه في بلدٍ أوتستقر به النوى، مغتربٌ يحملُ في أضلعه المَهيضة وطناً.. وقصيدةً لم تكتمل. أمرُّ وأقدامي تقع في آثار خطواتي القديمة، كمثلٍ فتىً، قد بلغ أشده، يضع أقدامه في آثار طفل طري،  للتو يعرفُ معنى الحياة. أعود، وأنا أفخم بأساً، وأضخم حُلماً، أعودُ عودة حبيبٍ مسافر، يسبق حنينه الملتاع خطواته الطويلة، كيما يلقي صدره في عيني هواه، أنهى مُناه، وأقصى منتهاه.

مازلتُ أحن إلى رائحة الطين المبتل، بعد كل عناقٍ حميم مع الغيم، مازلتُ أولع بصوت الماء الجاري في فلج يتخلل نَخَلاً وروضةً ملتفة الأغصان، بها الطيور ترف مغردة في كل فنن، وأنا أحمل دفاتر شعري، وألقي التحيةَ في أغنيات، وفي الصدرِ مني عوالمُ تُغني عن العالمين، وإني أنا، أخلق وأفري، وأحيي الذي شئتُ مني، وما شئتُ مني أُميت. 

هُنا، ميلادٌ جديد يتخلق، وحُب جديد يتدفق، وقلبٌ يضمُّ الحياةَ لأقصى مدى.
، 
::
::

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق