::
الــيــــوم: خـمـسـة وعـشــرون ألـــمــــاً
الأسبوع: أربعــون جُرحـاً وثــمــانـيـــة
الـشــهـر: نـــــوفــــمــبــــر الــــذبـــــول
الــســنـة: الثانية عشرة بعد ألفي منفى
،
ليس صحيحاً اننا نموت مرة واحدة فقط، إننا نموت مراتٍ عديدة، وتجتث ارواحنا من بين أضلعنا مراراً، كلما ازدهر في رحاب الروح وجه للحياة! وفي المقابل، لسنا نحيا حياةً واحدة كذلك، بل حيوات كثيرة، كلما اتقدت في جوانحنا جذوة من بعد غيهب.
انقضى عامٌ ونيف، وأنا مكفنٌ في شرنقتي، بأحلامي المشظاة، وأمنياتي المكسرة، وأجنحتي المهيضة، أرقد في ذكريات حبيبٍ سرق القلب خلسة وأودع خنجراً مكانه، ثم رحل ولم يعقب! لكن في خضم تلك الدماء، تلك الجراح، ثمة روح جديدة تتخلق، ثمة مخاض يوشك أن يحل، ثمة قلب يرقب انبلاجة الفجر الأول في عيني، يتوخى انبعاث عمر يلغي من الذاكرة سجل أيام آفلة ويختمها بالشمع الأحمر.. أنا الذي عب من حياض المنايا حتى تضلع، وأنشب فيه الدهر مقطمه حتى تصدع، أوشك أن أتنفس، أن أحيا، أن أبعث من جديد!
مؤخراً، بت أدهش من نفسي، لقدرتي على اختلاق البهجة حين أشاء، وكأن أصابعي عصا ساحر تصنع المعجزات، قدرتي على اختلاق بهجة في ذاتي، دون عونٍ من أحد، أو حاجة ليد تعطف، أو قلبٍ يحن، أو عينٍ تودع البسمة في شفتي. ثمة طاقة متفجرة في حناياي تتبجس من أناملي، أشعر بها تفيض مني كينابيع تتصدع من جلمود صخر، فتغنيني عن العالمين.
تُرى هل يحق لي أن أحتفل بهذا النصر في باحات روحي؟ أم أن الأمر لا يعدو سحابة بارقٍ لن تمطر؟ لستُ على يقين بعد، ولكن حقاً اشعر بشيء من السطوة على نفسي، ثمة احساس بالغنى في أعماقي، يجرني لتلمس سعادة تتسرى في أوردتي.
يقول الحكيم (طاليس): [ ذاك الذي يحتاج للقليل، هو أكثرهم سعادة ]، لطالما حاولت أن اروض نفسي على الاعتداد بالذات، على صناعة الفرح في زوايا اضلعي، على فصل سعادتي عن الكون، متخلصاً من ربقته وقيوده وتبعيته، نعم، إنها الحرية، كلما تحررتُ اكثر، اقتربت من سعادة مطلقة! ويبدو أن جهودي تكللت ببعض نجاح.
في وقت ما، وصلتُ لحالة من التكامل، وكأني فصلتُ تماماً عن العالم الخارجي، لم تبرق الدنيا في نواظري، لم يهمني أن أكون في قصر أو تحت سدرة، لم يهمني أن أكون في جنة أو رمضاء، لم يهمني أن أكون وسط حشود من الخلق أو وحيداً مفرداً، هناك عالم في داخلي يجعلني أفقد اكتراثي بما يتعداه، هذه هي القوة الروحية التي أبحث عنها وأنشدها، تمكنتُ منها أخيراً، المسألة تبقى فقط في القدرة على المحافظة على زخمها وتدفقها، وهذا الجزء الاصعب، والمصاعب هي اختصاصي.
الآن، اشعر بأني كائن متجدد، كائن حر طليق مندفع للحياة بصخب، لا يتهيب جبالها ولا تفت في عضده نكباتها. عنقي أصبحت أعصى على الكسر، وذراعي أشد على اللي، واضلعي تدرعت بتروس أعتى وأقوى!
الآن، أنا على وشك شق جدران الشرنقة، ثمة عمر جديد يلوح في الأفق، وبهذه الروح الوقادة، سأجبره ان يكون أجمل .. أجمل جداً من كل ما مضى!
تُرى هل يحق لي أن أحتفل بهذا النصر في باحات روحي؟ أم أن الأمر لا يعدو سحابة بارقٍ لن تمطر؟ لستُ على يقين بعد، ولكن حقاً اشعر بشيء من السطوة على نفسي، ثمة احساس بالغنى في أعماقي، يجرني لتلمس سعادة تتسرى في أوردتي.
يقول الحكيم (طاليس): [ ذاك الذي يحتاج للقليل، هو أكثرهم سعادة ]، لطالما حاولت أن اروض نفسي على الاعتداد بالذات، على صناعة الفرح في زوايا اضلعي، على فصل سعادتي عن الكون، متخلصاً من ربقته وقيوده وتبعيته، نعم، إنها الحرية، كلما تحررتُ اكثر، اقتربت من سعادة مطلقة! ويبدو أن جهودي تكللت ببعض نجاح.
في وقت ما، وصلتُ لحالة من التكامل، وكأني فصلتُ تماماً عن العالم الخارجي، لم تبرق الدنيا في نواظري، لم يهمني أن أكون في قصر أو تحت سدرة، لم يهمني أن أكون في جنة أو رمضاء، لم يهمني أن أكون وسط حشود من الخلق أو وحيداً مفرداً، هناك عالم في داخلي يجعلني أفقد اكتراثي بما يتعداه، هذه هي القوة الروحية التي أبحث عنها وأنشدها، تمكنتُ منها أخيراً، المسألة تبقى فقط في القدرة على المحافظة على زخمها وتدفقها، وهذا الجزء الاصعب، والمصاعب هي اختصاصي.
الآن، اشعر بأني كائن متجدد، كائن حر طليق مندفع للحياة بصخب، لا يتهيب جبالها ولا تفت في عضده نكباتها. عنقي أصبحت أعصى على الكسر، وذراعي أشد على اللي، واضلعي تدرعت بتروس أعتى وأقوى!
الآن، أنا على وشك شق جدران الشرنقة، ثمة عمر جديد يلوح في الأفق، وبهذه الروح الوقادة، سأجبره ان يكون أجمل .. أجمل جداً من كل ما مضى!
::
::
رائعه لمسات التفاؤل
ردحذف