::
::
الــيــــوم: عـــاشــرُ ألــــم
الأسبوع: ســادس جُــرح
الـشــهـر: فبراير الجمود
الــســنـة: الثانية عشرة بعد ألفي منفى
،
[ هل من عُقار يشفي من داء الوفاء! ]
بعدَ ثمانية أيام، تحين ذكرى الشهر الثالث على ساعة لفظ أنفاسي الأخيرة بين يديك وقُبالة ناظريك، ماتت فيَّ أشياء كثيرة جداً، وبُعثت أشياء أخرى، وبدأتُ أتعافى شيئا فشيئاً، من الحُمى التي سرقت ملامح وجهي، من السعال الذي خض أكبادي حولين كاملين، من الانكسار الذي خلفه غيابك، وأعقب انهزامي في عينيك!
تبقى شيء ما، هنا في أواسط الأضلع، كناسكٍ متقبضٍ بأستار الكعبة، يستعصي على الكفر بك! إنني مريضٌ بالوفاء لك، ولم أجد حتى اللحظة عُقاراً يشفيني من بردك!
حتى الوجوه التي رجوتُ أن تنسيني بعضاَ منك، وشيئاً من ذاكرتك، لم تسعفني إلا كمن كان ألهبه الظمأ، فانكب يرد بحراً من أجاج!
مازلتُ .. حين يذكر اسمك، يجمد نبضي، وأحس بوخز في صدري، وترتعد فرائصي، وتطرق عيناي أرضاً، وأزفر آهاً ! مازلتُ أذكر وجهك، عطرك، أصابعك الصغيرة، ابتسامتك، دفئك .. كل شيء!
كلما حاربتُك أكثر .. منيتُ بهزيمة فيكَ أكبر!
رغم موتي بخناجر هجرك!
فإني مازلتُ أشقى بأسئلتي التي لا مُجيبَ إلا صداها:
هل عليَّ أن أخونك؟
هل عليَّ أن أمسَّ غيرك؟
هل عليَّ أن أعشق أحداً سواك!
نعم
قد أكون وفياً لك
ولكن
لن أعود إليك ..!
فمتى يشفع الله لي، ويمنحني عفواً ، وضوءاً أخضر لـ خيانتك!
[ نزعة المحراب ]
كثيراً في هذه الأيام، ما أشعر برغبة في التنسك، في معانقة جيد المحراب، والبكاء، والبكاء، والبكاء حتى تُسل من أدمعي توبة أخيرة، أمحو بها كل خطاياي!
يالله، كم أنا بعيدٌ عنك، كم أنا عاقٌ بك، كما أنا خائنٌ لك، كما أنا غادر بعهودي التي قطعتها لك وأقسمت عليها باسمك! اعذرني يا الله، اعذرني على تزاحم خطاياي، وتراكم جرائمي، وتعاظم غفلتي، وقلة حيائي منك، ودناءة أدبي معك، وضعفي في نصرتك ونصرة دينك، وقلة حيلتي في أداء طاعتك!
كم أتوق إلى الابتعاد عن ضوضاء الحياة وساحات الخطايا، والاكتفاء بصديق لا يخون؛ كتابٌ، ومعه زادُ تمرةٍ وماء!
ليتني فقط يالله .. قبل أن أتنسك، كنتُ قد [ أخذتها ] معي! وقاسمتُها أمامك محرابي، وصلواتي ، ودعواتي!
فنصلي معاً، ونتلو كتابك معاً، ونبكي معاً، ونعبدك وحدك معاً !
فنصلي معاً، ونتلو كتابك معاً، ونبكي معاً، ونعبدك وحدك معاً !
أحس بأني أحتاج أن أكتب عنك يا الله، أن أجعل ذكرك حديثاً لي، سأحاول ذلك، رغم خجلي من دوام عصياني لك، ومن دوام صفحك عني .. دون ثمن!
كم أنتَ عظيم يا الله، فيا سبحانك!
::
::
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق