::
::
،
يا دهـرُ ويحكَ! ما تخلـو من العجــبِ؟
مـا عــدتَ تفصــلُ بين الجــدِّ واللعبِ
قِسطــاسُ حُـكـمـك مخـتــلٌّ تــوازنــهُ
فالتِّـبْــرُ تُـرْبٌ وأمّا التُّـرْبُ كـالــذهــبِ
واهاً عـلـى زمـنٍ يـشـقـى العـليــمُ بـهِ
أمــا الجـهــولُ فمســرورٌ بلا سـبــبِ
الـعـقـلُ مـغـتـربٌ، والـعـدلُ مـفتقــدٌ
والـحـالُ منقلــبٌ رأســاً على عَقِبِ
كـيـف اغتدى الشُّمٌّ في أدنى مراتبهمْ
كيف اغتدى الـدُّوْنُ في عِلِّـيَّةِ الرُّتَبِ
وكـيـف صــارَ سفيـهُ القــومِ أفقـههمْ
حـــتـى تــصــدَّرَ للآراءِ والـخُــطـــبِ
والـشعــرُ يقرضـهُ مـن ليـس يحسِنُهُ
إذ لـيـسَ يـطـلــبُ إلا بهــرجَ اللقـــبِ
كـم مــن أديــبٍ تُرى قـد بـاتَ مُتَّجراً
كــانــت بضاعـتُـهُ مــن قـلَّــةِ الأدبِ
إن كـان هـذا لباس الناسِ في وطنٍ
ففـارقِ الناسَ والأوطـانَ واغـتــربِ
واسـتـغـنِ بالله عـن دنـيــاهــمُ أبــداً
واجعــل حياتــك بـيـن الحبرِ والكتبِ
،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق