::
::
الــيــــوم: عـــشــــرون ألــمـــاً وتسـعــة
الأسبوع: تـسـعـة وثــلاثــون جُــرحـــــاً
الـشــهـر: سـبـتـمـبر الانـــكـــــــســـــــار
الأسبوع: تـسـعـة وثــلاثــون جُــرحـــــاً
الـشــهـر: سـبـتـمـبر الانـــكـــــــســـــــار
الــســنـة: الثانية عشرة بعد ألفي منفى
،
تُرى كيف أبدو الآن، وقد جاوزتُ ربع قرنٍ من العمر، هل مازلتُ أنا، ذاك الرجل الذي تجهم في وجه القدر، فخر من سماءٍ سابعة، ساعة عتمة، إلى أرضٍ كأباء كأداء، بأجنحة مكسرة، وضلعٍ مهيض؟ وطفق يبحث عن روحه في أرجائها، فلم يجد إلا الأسى .. والسراب!
.
.
.
.
هل مازلتُ ذاك الرجل الذي يحلم بغزو العالم، المحارب الذي يثور على كل شيء، حتى على نفسه، فيثخن في هامته الجراح. هل مازلتُ ذاك الرجل الحالم بأرضٍ غير الأرض، وسماء غير السماء، وجنة غير الجنة! هل مازلتُ ذاك الرجل الذي لا ييأس إلا من شيءٍ واحد .. اسمهُ الـحـب ..!
.
.
.
.
أما زلتُ ذاك الرجل، الذي يحوي بين جوانحه عالماً ضاجاً بالحياة، الرجل الذي لا يخشى من العتمة، من الوحدة، من مضاء الأيام، وقسوة الدهر، وسخرية القدر! أمازلتُ ذاك الرجل الذي يأوي إلى كهفه، بسراجٍ وكتابٍ .. وحفنة من التمر، وبضع أمنيات، يخبئها تحت الرمل، ويدسها في التراب، علها تزهر يوماً، أغنيات!
أمازلتُ ذاك الرجل الذي ينصت لحُزن البحر، يعانق فيه آلامه وشجونه، ويبعث فيه لوناً من حياة، ويرسم في وجنتيه، بعض ابتسام! ذاك الذي يجري في شطئانه جري الريح، بصدرٍ مُعرى، إلا من أنين!
أمازلتُ ذاك الرجل، الذي يطوف الطريق، يوزع ورداً على الغائبين، على الغابرين، على الراحلين، ويذرف فيهم، بعض الحنين، فتغدو السماء، كما لو تُمطر بالياسمين!
هل مازلتُ ذاك الرجل، الذي يشرب ذات القهوة، ويقصد ذات المقهى، يأسره وفاءٌ لذاك الكرسي، وتلك النوافذ، وتلك القداح، وبين يديه، كتابٌ يكون جليسه، يكون أنيسه، إذا الصحب يومأً، تولوا وغابوا، ووجدوا بعيداً عني .. حياة!
.
.
.
.
وهاهم رفاقي، ألمَع، لَوذَع، سَميدَع، إليهم أشكو جراحي، وهمي، إذا ما اشتجى، في القلبِ مني، وكان الأحبة في شُغلٍ لهم فاكهين.
.
.
.
.
،
::
::