::
::
،
خيَّبت يا أَمَلِيْ
- في الحُبِّ -
لِي أَمَلِيْ
.
عَيناك آخرُ ما
ألقى بهِ أَجَلِيْ
ألقى بهِ أَجَلِيْ
.
[ رَمَادٌ كَاْنَ عِطْرَاً ]
،
دعني أغيّبُ وجهي قليلاً، وأطفِئُ الضوءَ في عيني، وألوذُ بكهفٍ يعصِمُني مِنك، ومن مَضاضةِ جُرحك، دعني أتماهى في الظلام، كفتيلٍ ذابل، يفقدُ وَهَجه، ويلتحمُ بالعتمة، دعني أمَّحي في هذا السَّواد المُحدِق، كيلا يجدني أحد، كيلا يراني أحد، كيلا يقرأني أحد، كي يطوفَ بي الأغرابُ كما يطوفون بقبرٍ قديم، يجهلون الرَّاقدَ فيه، وقد عفا الدهرُ السحيقُ اسمَه المنحوت في نُصبه، وعصفت به الريح فتركته كـ نقشٍ عتيق، انقطعت به سلاسل الرُّواة، ولم يُؤثَر لهُ تفسير.
دعني أراك، تتشظى في عينيّ كـ نجمةٍ آيلة للمغيب، كـ شهابٍ يخفت بريقه ويتوارى في الأفق البعيد، دعني أنتزعُك من صدري كشظايا البلّورِ المكسور، وأعري أضلعي للريح، فتجتثُ منها وجهك، صوتك، وبقايا ذاكرتك، دون عناق، دون وداع، دون غناء أخير.
دعني أُخليكَ من حُجرات هذا القلب، بعد مقامٍ طويلٍ طويل، دونَ أن تَئنَّ لك الجدران، دعني أعلّم عينيّ فراغها من عينيك، دون أن تفيضَ بالدمع، دعني أعطّلُ ملامحَ وجهك المحفورة في ذاكرتي، وأقطعُ كلّ الأوردةِ الموصولةِ بك، المفضية إليك، دونَ أن أموت.
دعني أعيدُ تنسيقَ أصابعي، دون فروجٍ لأصابعك، دعني، أرتب أضلاعي، دون فراغاتٍ لأضلاعك، دعني أقوّم هذه الروح المعقوفة نحوك، الميممة قِبلتك، المصلية لأجلك، دون أن تستغفر لك، دون أن تشفع لك.
دعني أكفرُ بك، وأعتنقُ ديناً غيرك، دعني أؤمن أنك لستَ بِدْعَاً من الخلق، وأنك أنتَ أيضا، مثلهم، مُخيبٌ للآمال، وأنكَ لستَ الملاكَ الماشي على الأرض، وأنكَ لستَ أنا، ولا حبيبي أنا، ولا حياتي أنا، ولا عمري أنا، ولا شيءَ مني أنا.
دعني أستذكر عثراتك، ومواطنَ خذلانك، دعني أستعيد جُبة التقديس التي خلعتُها عليك، مذ توّجتُك رباً على حُلمي، دعني أنضّد أيامي معك، وأكرّرُ تفسيرك، وأعريك من كل الحُب الذي استودعتُه عينيك، مذ آمنتُ بوحدانيتك.
دعني أسيرُ في الطرقات، دون أن أراكَ في وجوه المارة، دون أن أقتفي عِطرك، دعني اسمعُ اسمك، دون أن ترتعش جوارحي، دعني أطوف على وجهك، دون أن أتلو سور حنيني عليك.
دعني أنساك، كما لو كُنتَ حلماً أليماً .. وانتهى.
،
::
::