::
الــيــــوم: ثـالــث ألــمـْـــ
الأسبوع: ثلاثون جُرحاً وجُرح
الـشــهـر: أغسطس الاحتضــار
الــســنـة: الثانية عشرة بعد ألفي منفى
،
بأي أسلحة تُراك تناجزُ الدهر، حين ينشق عنك قلبك، ويتركك وحيداً، أعزلاً .. وصدرك العاري إلا من أنين، وبأضلعه المهيضة، هو درعك الأخير، وأجنحتك المكسرة، التي ترتعش وكأنها تنصت لـ وصية موتٍ أخيرة، في معركة خاسرة، لم تخترها أنت، ولم تبدأها أنت، ولم تسفك فيها دماءٌ .. إلا دماؤك أنت ..!
حين تتساوى أكفُّ الحياة والموتِ في عينيك، وتمسي كل الأيام أوراق خريف، تتساقط ساعة بردٍ، ترجف له الأصابعُ .. والشفاه!
حين تفتش في ثياب الكائنات، عن وجهٍ، تلجأ في عينيه، تختبئ وراء شفتيه، ينفض عنكَ غبار الأسى .. ووجع الانكسار، فتخلو كل الوجوه من الملامح، ويغدو الجميع، بلا أعين، بلا شفاه .. بلا أفئدة! حين يتكشف لك، أن كل الكائنات، إنما هي صور مستنسخة، لا تختلف عن بعضها إلا .. في طول رماحها، وحد سيوفها، ومضاء نبالها .. أي منها، يتوغل في القلب أكثر، أي منها يحدث جُرحاً .. أكبر!
أكان على الموتِ أن يتجلبب [ الحب ]، قبل أن يحصد أرواحنا بمنجله المسنون، ونحن للتو ما أينعت فينا، بعدُ، الحياة! ألم يكن قادراً على انتضائنا من أثوابنا آناء ليلٍ وعتمة، دون نشيج، دون دمع، دون دماء! أكان عليه أن يتقمص [ الشوق ]، فيغوي أعيننا بابتسامة أخيرة، قبل أن ينشب في أكبادنا أظفاره ..! أليس أشأم اكتشاف في العمر، حين يتبدى لك، أن الموت يأتي .. في قناع حبيب!
حتى اللحظة الأخيرة، من الأنفاس الكلمى، أنفاس توشك أن تخمد، كنارٍ باخ حرُّها، واستخلف عرشها الرماد، ومازالت الأحلام تطوق عنقك، كتميمة تقي من كل شيء، إلا التشظي، والاندثار .. أمازلتَ تحلم بغزو العالم؟ بالكهف، بالسراج، بالكتاب والـ .. مطر! أما زلتَ تحمل في صدرك ضلعاً مكسوراً، وجرة مملوءة بالأمنيات! أمازلتَ تبحث عن عينيه، عن عطره، عن مس أصابعه، والدفء المخبوء بين أضلعه، عن شفتيه اللتين تمسكان سيوفاً من شمس، تقددان به ظلمة الوجود، ظلمة يأسك، ظلمة قبرك!
اترك على الباب وردك، بردك .. وغِب !
غير كل الأسماء، كل الشوارع، كل الأوجه، كل الأكاذيب
فكل ذنبٍ يغتفر، إلا الخيانة، إلا الشرك به، بالـ .. حُـب!
،
::
::