::
::
الــيــــوم: عشرون ألماً وتسعة
الأسبوع: ستة وعشرون جُرحاً
الـشــهـر: يونيو الانصهار
الــســنـة: الثانية عشرة بعد ألفي منفى
،
[ كهف اعتزال .. آخر ! ]
الكهف، السراج، الكتاب، والجسد العاري إلا من حنين .. هذا أنا بكل اقتضاب، وهذا عالمي الذي أتاح لي القدر أن أعيشه ولو حيناً من العمر المبعثر على وردٍ ذابل، كان يوماً .. أحلاماً وأمنيات! لربما أنا أقل كائن في الوجود من يستشعر الوحدة، أو يسأم منها، ثمة كون في جوانحي مأهول بكل أفانين الحياة والموت، الحب والحزن، الابتسامة التي تكسر عزم الألم!
أصبحتُ أقرب من نفسي أكثر، وأبعد من العالم الضاج بالمارة والثرثرة أكثر أكثر، إنه مقر اعتزالي الجديد، الكهف الذي سأخبئ في صدره أسرار الروح، ومفاتيح الجنة، ورسائل السماء .. وحُلماً أخيراً.
[ إعادة خلق ]
في هذه الفترة بالذات، أشعر بأني مشروعٌ لإعادة الخلق والتنضيد، أشعر بي وكأني ذات الكائن قبل خمس سنوات مضت، الذي تمخض هو الآخر عن انكسار مرير! طفلٌ للتو يبدأ في التعرف على وجه الحياة، يمتلأ شقاوة وشغباً وجنوناً .. وأمنيات! أشعر بأني بدأت في التخلي عن بعض الحذر والتوخي، وإرخاء دروعي وإلقاء أسلحتي، والولوج في صخب عالمٍ مجهول!
إنني أتعافى .. ولو ببطء شديد .. وأصبحتُ أكثر نسياناً !
مهما استدارت أقطاب الزمان، ومهما تغيرت بعض ملامحي، وصفاتي، سأبقى أنا أنا، ذاك الكائن الذي يملك وجه بشر، وروحاً منزوعة من أضلع السماء! ذاك الكائن الذي يستطيع قهر كل شيء، بابتسامة سخرية!
سأظل الكائن الذي يحب، يعشق، يجن، يحزن، يغضب، يحزم، يعزم، يجد، يسخر، يخطئ، يقاتل، يغامر، يشاغب، يداعب، يتنسك، يئن، يحن، ويختفي فجأة .. كائن غير قابل للتوقع.. كائن يختصر الوجود في أصابعه =)
سيُغنيني الذي أغناكَ عني
فلا فقرٌ يدومُ
ولا غناءُ
،
::
::