::
::
الــيــــوم:عشرون ألماً وخمسة
الأسبوع: واحدٌ وعشرون جُرحاً
الـشــهـر: مايو الأنين
الــســنـة: الثانية عشرة بعد ألفي منفى
،
عشِقنا حبيباً ، فلم نقدر ِ
فراقاً وبعداً
ولم نصبر ِ
هديناه حباً
ودفئاً
وورداً
وأهدى انكساراً
ودفئاً
وورداً
وأهدى انكساراً
ولم يجبر ِ
!
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . رماد كان عطراً
.
.
[ قلبٌ فارغٌ .. إلا منك ! ]
عامان من الآن، منذ أن ذابت آخر قطعة ثلج في قلبي بين يديك، منذ أن عانقت عيناي عينيك فكنتُ كما لو أني أبصر نور الحياة لأول مرة، كما لو أني شهدتُ خلقي على بسمة شفتيك ودفء أصابعك المخللة بأصابعي، وكأن الأرض ترجف تحت أقدامنا من سورة الحنين، والسماءُ تتقطع كسفاً وتتساقط ياسمينا أبيض فوق رؤوسنا من غمرة الشوق .. عامان، وأنت حاضر في أواسط أضلعي كما كنتَ أبداً، لم يتغير شيء .. إلا أنت !
كنتُ أعرفك قبل أن ألتقيك بكثير، وكنتُ أحبك من قبل كل ذلك .. أكثر !
يسألني البعض عن سر توتري، سرعة غضبي، عن جفاف مقولي وصلابة لساني .. وأقول ليتهم يعلمون ما أحدث فيَّ غيابك، وكيف تركني ممزقاً ومشتتاً، كيف خلف لي قلباً مشظىً، وعينين باكيتين ليلاً، كائبتين نهاراً، ووجهاً كأنما للتو دارت بين تلابيبه حرب ضروس أفنت أهليها وذويها .. فأي شيء يبقى فيَّ بعدك غير الموت !
هذا هو الحب ، وهل جزاءُ الحب .. إلا الأحزان !
[ محاكمة ذاكرة ]
ماذا عساي أن أفعل، حينما ألغي من الوجود كل أثر لك، ويبقى معقلك الأخير، وحصنك المنيع، هناك حيث تستوطن روحي! حين لا أرى بعينيَّ إلا وجهك، ولا أحلم إلا طيفك، ولا أستنشق إلا عطرك، ولا أسمع إلا صوتك، تلك هي لعنة حبك الأخيرة .. ذاكرتك!
ماذا أفعل حين أراك في المرايا، في الشوارع، في وجوه المارة، وكل صوت في الكون يغني بصوتك، وحتى السماء تتشكل سُحبها على رسمك، وتتخلق مُزنها على هيئتك ووصفك.
حتى طعم الماء باتُ مراً، ومهما شربتُ منه فلا يطفئ عطشي ولا يروي ظمئي، مذ فارق طعمُ الماء شفتيك!
[ الحبر .. الوصلة الأخيرة بيني وبينك ]
ماذا تبقى منا غير هذه الكلمات التي توصل أصابعي بوجهك .. هذه الأحرف التي غدت حلقة الوصل الأخيرة بين أضلعنا، أتعرف ما يؤلم أكثر؟ ليس غيابك .. إنما توقفي عن التفكير بك، والتحديق بعينيك، أن أمنع أصابعي من أن تكتب عنك، وأن أقطع الحبال الأخيرة التي تربطني بخاصرتك.
أخشى كثيراً أن أمحو وجهك من ذاكرتي، أخاف أكثر أن أنساك، لأني أعلم أني لن أعود إليك، وأنك لن تعود إلي، أعلم أنه الفصل الأخير من مسرحيتنا في هذا العالم ، وأنا مازلت أتلافى نسيانك، وأتشبث بك، وأطوف على مثواك وجدرانك، ليس أملاً في إيابك، إنما وفاءً لك، وحباً فيك، وإجلالا لوجهك.
حتى وإن استبدلتَ بي غيري، مازال يوجعني، أن أستبدل بك غيرك، فما كنتُ يوماً أساوي نفسي بك، ولطالما رأيتك أرفع مني قدراً، وأجل مني منزلاً، وأجمل مني روحاً.
أرغبُ كثيراً في أن أعتزل كل شيء، أرغب في الانزواء بعيداً تحت الظل، أرغب في أن أقطع أمراس اتصالي بالوجود، فقط أحتاج لقرار، كيما أتوقف عن الكتابة عنك! أحتاج أن أضع نهاية لوجودي في عالمك، في ذاكرتك، في اشتياقي وحنيني إليك!
في ذاكرة لقائي بك، وفي عيد عناق عيني بعينيك، سأحاول أن أجعل هذه الأحرف آخر ما أكتبه عنك، سأحاول قدرما أستطيع أن أفك قيودي عن معصميك، وأتركك تمخر حياتك كما تحب، وكما اخترت.
أما أنا، فسأولي وجهي شطراً آخر بعيداً عنك، لستُ أعلم منه شيئاً إلا حُزني .. ولا أحمل إليه زاداً إلا جُرحي.
فإنْ تسلُ عنك النفسُ أو تدع الهوى
فبالـيــأسِ تسلــو عـنـك لا بـالـتـجـلـدِ
وكــــل خـلـيــلٍ راءنـي فــهْـو قـائـــلٌ
مـنَ اْجـلـك : هذا هامة اليومِ أو غدِ
،
::
::