[ قالوا فيما مضى: إن الحُزن يصنعُ شاعراً ، مثلما يصنع الشاعرُ حُزناً
.
.
فلستُ بشاعرٍ إنما .. من فيض مشاعرٍ .. خُلِقتُ أنا ]
::
::
::
ذَبُلَتْ من الأحزانِ كُلُّ مواسِمي ----------------
---------------- وغَدتْ كأجنحةِ الظلامِ مَعالمِي
وتشابهتْ أيامُ عُمري في الأسَى ----------------
----------------فكـأنما الأيـامُ محضُ تـوائمِ
وتَقطَّعتْ سُبُلي وأضحى مَرتَعاً ----------------
---------------- قلبي ، يُؤاوي خَيبتِي وهَزائمِي
والدَّمعُ مِدرارٌ يفيضُ كـأنهُ ----------------
---------------- نَبعٌ تَـحَدَّر من حِياضِ غَمائمِ
فإذا المَآقي أنفَدَتْ عَبَراتِهَا----------------
---------------- فَارتْ دِمائي مِثلَ مُزْنٍ سَاجِمِ
يا راحلاً والجُرحُ يَخرِمُ مُهجتِي ----------------
---------------- أوَمَا رَفِـقتَ بِنزفيَ المُتـفاقمِ
ونَزعتَ مِن قلبي بَقايا وردِهِ ----------------
---------------- وزَرعتَ شَوكاً في رِحابِ حَيازِمي
وأخذتَ من وَجهي الرَّبيعَ ودِفأهُ ----------------
---------------- وتَـركتَهُ مثـلَ الشّتاءِ الغَـائمِ
ولَقدْ رَويتُكَ من وِصالِ جَداوِلي ----------------
---------------- فَسَقيتَـنِي بالهَجْرِ كأسَ حَمائمِ
أوَمَا ألانَـتْ مُقلَـتيْكَ حَرائِقي ----------------
---------------- أوَمَا حَـنَوْتَ عَلى أسَايَ الجَاثمِ
أرَأيتَ إن كانتْ عُيونُك مَوطِني ----------------
---------------- وتَبَوَّأتْ شَفتاكَ عَرْشَ عَواصِمي
فأحَلْتَـنِي لِلْـبِيدِ أذرِفُ وَحْدَتِي ----------------
---------------- وكَـسوتـني بُؤسَ الغريبِ الهـائمِ
ولَطالَمـا خُضْتُ الحَياةَ مُقاتِلاً ----------------
---------------- من أجلِ حُبّـكَ خُضتُ كُل مَلاحِمي
ونَبـذْتُ من كُل الحَياةِ نَعيمها ----------------
---------------- ورَأيتُ في عَينيكَ كُـلّ غَنـائِمي
وأسَرْتَنِي في سِحْرِ عِشْقِكَ مُغرمَاً ----------------
---------------- لَـكَأنَّمَـا قَـيَّـدْتَنِي بِطَلاسِـمِ
فهَجرْتَني والحُزنُ يُدمي مُقلتِي ----------------
---------------- والجُرحُ شَرُّ مُصاحِبٍ ومُلازِمِ
يا لَيتَنِي في الحُبِّ كُنتُ تَمائِماً ----------------
---------------- طوَّقتُ جِيدك فِي الهَوى بِتَمائمِ
فِي مِعْصَمَيك ودَدْتُ لَو إِسْوارَةً ----------------
---------------- قَدْ كُنتُ أو في إِصْبعٍ كالخَـاتمِ
يا لَيتني مَا عِشتُ بَعدكَ سَاعَةً ----------------
---------------- إلاَّ وَجِسـمِي فِي كِفـاتٍ رَادمِ
يا ليتَ من قَبْلِ الفِراق ِشَنقْـتَنِي ----------------
---------------- وصلبتني أو قد حَزَزْتَ غَلاصِمي
فـلَقد ذَوَتْ من بعدِ حُبّـكَ مُنيتِي ----------------
---------------- والرُّوحُ فاضَتْ كالسَّرابِ العائـمِ
والحُـلْمُ عِقـدٌ قـد تَبعثرَ دُرُّهُ ----------------
---------------- وكَذا الأمـانِي دُوهِمتْ بِقَواصمِ
أوفَى الزَّمانُ بِوَعدِهِ وَبقيتُ فِي ----------------
---------------- ذِكرَى الحَبيبِ مُخَـيَّباً بِمزَاعِمي
وقَضَى القَضاءُ بِحُكمِهِ في مَقتلي ----------------
---------------- فـقَضَى بِحُـكمِ الطَّاهِرين لِآثِـمِ
واستُبدِلتْ بِفضائلي زَلاَّتُ مَن ----------------
---------------- سَاوَى الجُناةَ بِحَوْبةٍ وَجَرائـمِ
يا صَاحِ إنَّ الدَّهرَ ذَا ألْـفَيتُهُ ----------------
---------------- لَـوناً لِوجْهِ جَهنَّمِ المُتـقَادمِ
مُـتَمَاثِلٌ إِصْباحُـهُ وَظلامُـهُ ----------------
---------------- وضِياؤُهُ قِـطَعُ السُّحَامِ الفَاحمِ
لا تأمِنِ الدَّهرَ الخَؤُونَ فـإِنَّهُ ----------------
---------------- شَـرٌّ تَقَـنَّعَ خَلْفَ سِتْرٍ نَاعمِ
وإذا أتاكَ بِبَعضِ سَعْدٍ فَارتَقِبْ ----------------
---------------- سَيْـلاً يَفيضُ بِكُلِّ رُزْءٍ قاتمِ
فاجْعلْ مِن الصَّبْرِ الجَميلِ مَطيَّةً ----------------
---------------- واعْرضْ عن الدُّنيا بثَغْرٍ بَاسمِ
والبَسْ ثِيابَ مَعزَّةٍ تَسْتُرْكَ مِنْ ----------------
---------------- عُرْيِ المَـذلَّةِ والهَوانِ العَارِمِ
وابتَعْ كَرامَةَ ذا الزَّمانِ ولا تَبِعْ ----------------
---------------- كَرَمَ النُّفُوسِ وَلَوْ بِبَحْرِ دَرَاهمِ
وَارْبَأْ بنَفْسِكَ أنْ تُوادِعَ طَاغيَاً ----------------
---------------- أوْ تَستَـكِينَ لِظُلمِ عِلْجٍ غاشِمِ
فارفَع لِواءَ العِزِّ يَخفِقُ سَامِقاً ----------------
---------------- واسْـلُلْ لِمَجْدِكَ كُلَّ سَيفٍ صَارمِ
تَحظى من الدُّنيَا بِأشرَفِ مَنزلٍ ----------------
---------------- وتَفوز فِي الأُخرى بِخيْرٍ دائـمِ
.
.
---------------- وغَدتْ كأجنحةِ الظلامِ مَعالمِي
وتشابهتْ أيامُ عُمري في الأسَى ----------------
----------------فكـأنما الأيـامُ محضُ تـوائمِ
وتَقطَّعتْ سُبُلي وأضحى مَرتَعاً ----------------
---------------- قلبي ، يُؤاوي خَيبتِي وهَزائمِي
والدَّمعُ مِدرارٌ يفيضُ كـأنهُ ----------------
---------------- نَبعٌ تَـحَدَّر من حِياضِ غَمائمِ
فإذا المَآقي أنفَدَتْ عَبَراتِهَا----------------
---------------- فَارتْ دِمائي مِثلَ مُزْنٍ سَاجِمِ
يا راحلاً والجُرحُ يَخرِمُ مُهجتِي ----------------
---------------- أوَمَا رَفِـقتَ بِنزفيَ المُتـفاقمِ
ونَزعتَ مِن قلبي بَقايا وردِهِ ----------------
---------------- وزَرعتَ شَوكاً في رِحابِ حَيازِمي
وأخذتَ من وَجهي الرَّبيعَ ودِفأهُ ----------------
---------------- وتَـركتَهُ مثـلَ الشّتاءِ الغَـائمِ
ولَقدْ رَويتُكَ من وِصالِ جَداوِلي ----------------
---------------- فَسَقيتَـنِي بالهَجْرِ كأسَ حَمائمِ
أوَمَا ألانَـتْ مُقلَـتيْكَ حَرائِقي ----------------
---------------- أوَمَا حَـنَوْتَ عَلى أسَايَ الجَاثمِ
أرَأيتَ إن كانتْ عُيونُك مَوطِني ----------------
---------------- وتَبَوَّأتْ شَفتاكَ عَرْشَ عَواصِمي
فأحَلْتَـنِي لِلْـبِيدِ أذرِفُ وَحْدَتِي ----------------
---------------- وكَـسوتـني بُؤسَ الغريبِ الهـائمِ
ولَطالَمـا خُضْتُ الحَياةَ مُقاتِلاً ----------------
---------------- من أجلِ حُبّـكَ خُضتُ كُل مَلاحِمي
ونَبـذْتُ من كُل الحَياةِ نَعيمها ----------------
---------------- ورَأيتُ في عَينيكَ كُـلّ غَنـائِمي
وأسَرْتَنِي في سِحْرِ عِشْقِكَ مُغرمَاً ----------------
---------------- لَـكَأنَّمَـا قَـيَّـدْتَنِي بِطَلاسِـمِ
فهَجرْتَني والحُزنُ يُدمي مُقلتِي ----------------
---------------- والجُرحُ شَرُّ مُصاحِبٍ ومُلازِمِ
يا لَيتَنِي في الحُبِّ كُنتُ تَمائِماً ----------------
---------------- طوَّقتُ جِيدك فِي الهَوى بِتَمائمِ
فِي مِعْصَمَيك ودَدْتُ لَو إِسْوارَةً ----------------
---------------- قَدْ كُنتُ أو في إِصْبعٍ كالخَـاتمِ
يا لَيتني مَا عِشتُ بَعدكَ سَاعَةً ----------------
---------------- إلاَّ وَجِسـمِي فِي كِفـاتٍ رَادمِ
يا ليتَ من قَبْلِ الفِراق ِشَنقْـتَنِي ----------------
---------------- وصلبتني أو قد حَزَزْتَ غَلاصِمي
فـلَقد ذَوَتْ من بعدِ حُبّـكَ مُنيتِي ----------------
---------------- والرُّوحُ فاضَتْ كالسَّرابِ العائـمِ
والحُـلْمُ عِقـدٌ قـد تَبعثرَ دُرُّهُ ----------------
---------------- وكَذا الأمـانِي دُوهِمتْ بِقَواصمِ
أوفَى الزَّمانُ بِوَعدِهِ وَبقيتُ فِي ----------------
---------------- ذِكرَى الحَبيبِ مُخَـيَّباً بِمزَاعِمي
وقَضَى القَضاءُ بِحُكمِهِ في مَقتلي ----------------
---------------- فـقَضَى بِحُـكمِ الطَّاهِرين لِآثِـمِ
واستُبدِلتْ بِفضائلي زَلاَّتُ مَن ----------------
---------------- سَاوَى الجُناةَ بِحَوْبةٍ وَجَرائـمِ
يا صَاحِ إنَّ الدَّهرَ ذَا ألْـفَيتُهُ ----------------
---------------- لَـوناً لِوجْهِ جَهنَّمِ المُتـقَادمِ
مُـتَمَاثِلٌ إِصْباحُـهُ وَظلامُـهُ ----------------
---------------- وضِياؤُهُ قِـطَعُ السُّحَامِ الفَاحمِ
لا تأمِنِ الدَّهرَ الخَؤُونَ فـإِنَّهُ ----------------
---------------- شَـرٌّ تَقَـنَّعَ خَلْفَ سِتْرٍ نَاعمِ
وإذا أتاكَ بِبَعضِ سَعْدٍ فَارتَقِبْ ----------------
---------------- سَيْـلاً يَفيضُ بِكُلِّ رُزْءٍ قاتمِ
فاجْعلْ مِن الصَّبْرِ الجَميلِ مَطيَّةً ----------------
---------------- واعْرضْ عن الدُّنيا بثَغْرٍ بَاسمِ
والبَسْ ثِيابَ مَعزَّةٍ تَسْتُرْكَ مِنْ ----------------
---------------- عُرْيِ المَـذلَّةِ والهَوانِ العَارِمِ
وابتَعْ كَرامَةَ ذا الزَّمانِ ولا تَبِعْ ----------------
---------------- كَرَمَ النُّفُوسِ وَلَوْ بِبَحْرِ دَرَاهمِ
وَارْبَأْ بنَفْسِكَ أنْ تُوادِعَ طَاغيَاً ----------------
---------------- أوْ تَستَـكِينَ لِظُلمِ عِلْجٍ غاشِمِ
فارفَع لِواءَ العِزِّ يَخفِقُ سَامِقاً ----------------
---------------- واسْـلُلْ لِمَجْدِكَ كُلَّ سَيفٍ صَارمِ
تَحظى من الدُّنيَا بِأشرَفِ مَنزلٍ ----------------
---------------- وتَفوز فِي الأُخرى بِخيْرٍ دائـمِ
.
.
[ من الكامل ، وعدتها خمسة وثلاثون بيتاً ]