وجهي .. في مرآة مهشمة ..!

صورتي
حيث تفنى كل نار
هيَ ذي الحياة ُرسائل ٌ.. فيها من الألم الجديد ْ.. العُمر خيل ُمراسل ٍ.. والحُزن ذاك هو البريد ْ..!

الاثنين، 16 ديسمبر 2013

لحزني .. يهطُل المطرُ ..!

::
::
،
 
ودّعْ جــراحَك قــد دنـــا الســفـرُ
وارقـأ دمـــوعـاً منـــكَ تنـهـمــرُ

صــاحَ الرحيــلُ عليـــكَ صيحتـهُ
إنّ الرحيـــلَ كــمــا تـــرى قـــدرُ

أنتَ الغـــريبُ فلا تــكــن جَـزِعاً
أعَلى الغـريـبِ إذا نـأى خـطـرُ؟

ما العيـــشُ إلا مــثــل قنــطــرةٍ
يومـاً ستعبــرُهــا كمن عبــروا

في كُـــلّ يـــومٍ خُــطــوةٌ قُـدُمـاً
تمضــي لحيثُ المـــوتُ ينتظـرُ

فابسِــمْ لــهُ إذْ جــاء مُبتـسـمــاً
لا الخــوفُ يردعُــهُ ولا الحــذرُ

يا مـن قضيتَ العــمْـرَ فـي ضَررٍ
ماذا يَضيرُك لـــو قضى العُمُـرُ؟

أمسيــتُ في البيــداءِ مُطّــرَحاً
لا جـــارَ إلا الرمـــلُ والحَجـــرُ

لا دارَ آلــفُــهــا فأقصِـــدهـــا
لا وجـــــهَ للأوطـــــانِ أدّكــرُ

غابَ الجميعُ فلا صديقَ معي
لا مــن أحِــبُّ يُــرى لـهُ أثــرُ

صــدري جُــذاذٌ ليسَ يجبُـرهُ
أملٌ ، وهــذا السيـفُ منكسرُ

صوتــي تبــدّدَ ما يعـودُ بمن
ناديــتُ أو يأتي بـــهِ الخبــرُ

هـذا الــظــلامُ جعلـتـهُ كـفـني
يحـوي رُفــاتي حيـنَ أُحتَضَرُ

والريحُ تسفو التربَ تغسلني
صلّى عليَّ النجــمُ والقــمـرُ

ودَفنتُ قُــربَ القبــرِ أمنيتي
وتركتُ حُلْمي ثَـمَّ يـنــدثــرُ

مُتوسداً جَــدَثي وبــاتَ دَمِي
تُسقى به الصحــراءُ والهُجُرُ

بكتِ السماءُ وما درى البشرُ
أنَّي لِحُــزني يهــطــلُ المطرُ

أغمضتُ أجفاني على زمـنٍ
ما عــاد لي في خِـزيِـهِ وطـرُ

إنْ كان عَيشي فيهِ منقصـةً
موتـي إذن لا ريـبَ لي ظَفَرُ

.

.


[ رمادٌ كانَ عطراً ]
،

::

::

الأحد، 27 أكتوبر 2013

بدين هواكِ آمنتُ اعتناقا

::
::
،
 
وفــارقــتُ الحبيـبَ بــلا وداعٍ
مخافــةَ أن أعــودَ لهُ اشتيـاقا

إذا ما هَــمَّ بـي عنْــهُ رحيـــلٌ
تضاءلتِ السَّمـا والأُفْقُ ضاقا

وإنْ أدنو إلـيــهِ فثَـــمَّ شـوقٌ
وإنْ أنــأى فــأزدادُ احتــراقـا

إذا هـبَّــتْ ريـــاحٌ من ديـــارٍ
بها حِبِّي رأيـتَ دَمِــيْ مُراقا

لعَمْرُكِ ما لهذا العيشِ قطعاً
بدون هــواكِ يوماً أن يُطاقا

وقد ذُقتُ المشاربَ قاطباتٍ
وريقُكِ كــانَ أحـــلاها مذاقا

فزاديْ قُبلـةٌ منــكِ وشِعري
حصاني نحوكِ يَجري سِباقا

أنا المجنونُ في أثوابِ عقلٍ
بدين هــواكِ آمنـتُ اعتناقا

.

.


[ رمادٌ كانَ عطراً ]
،

::

::

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

قاتلي سيفاهُ في شفتيكِ

::
::
،
ورأيـتُ مـوتيْ حـاضراً بيــديكِ
لمَّا التقــتْ عينـــايَ في عينيكِ

إنِّي أشاهـدُ في جُـفــونكِ قاْتلي
سيفــاهُ مغمــودانِ في شـفـتيكِ

ويُخالُ لي أنْ قدْ دمائيْ اُهرِقـتْ
كالــوردِ منثـــوراً على خــديــكِ

يا حـبَّـذا موتي إذن من قُـبـلـةٍ
صلَّى لـ [ قُبلتكِ ] الفؤادُ عليكِ
!
 
.

.


[ رمادٌ كانَ عطراً ]
،

::

::

الاثنين، 30 سبتمبر 2013

على حافر المتنبي في حُمَّاه

::
::
، 

ولـــــم يصبح بزائرتي حيــــاءٌ
فتقــدمُ في النهارِ وفــي الظلامِ

 فليس الفجــــرُ يخجلها فتجري
ولا بالليـــلِ تــأوي فــي الخيامِ

 أحاول صدهـــا فتقـــول: مهلاً
أمـــا سكنُ الحبيبةِ في العظامِ؟

 تعـانـقـنـي ولا تمـلل عنــاقـــي
معــانقة المَشــَوْق المستهـــامِ

 وقلــتُ لها: كفـــاكِ! أما تعبتِ؟
تعبــتُ أنــا! فلم تسمع كــلامي

 فليس لها الصباح سوايَ شغلٌ
ولا هي في المساء مــن النيامِ

 أردتُ فــراقهــا وأبــت فراقي
وقالت لا فراق سوى الحِمـام!
.

.

[ نزيفٌ من رمادٍ كان عطراً ]
،

::

::

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

فكيف بالجفن إن ما انفك يعصيني

::
::
، 
حين يغيبُ الحبيب، لا أجد شيئاً أستطيعُ القبول بصفحة وجهه غير وجه كتاب، وفي خضم صراعٍ بين الدفاتر والكرى، أنشدت قائلا:

حُب القــراءةِ يُغـويني ويُغـــريني
لكنْ منَ النومِ ليسَ العيْنُ تُعفيني

إني أشُــد عـلـى الأجفـــانِ أفتَحُها
فكيفَ بالجَفن إنْ ما انفكَّ يعصيني

روْحي تصارِعُني، للكُتْبِ تدفعُني
والجسمُ -ويلته- للفَرْشِ يدعوني

علِقْـتُ بينـهما، لا ذي تهـادُننــي
وليس ذاك بمــا أهْـــواهُ يـأتيني

.
.

[ نزيفٌ من رمادٍ كان عطراً ]
،

::

::

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

مرثيةٌ .. في ذكرى [ مرافئ ]


::
::

في مثل هذا اليوم، بتاريخ 09/09/09، أبصرت مجلة (مرافئ) النور، ورغم انطفاء سراجها، إلا أن جذوتها باقية في القلوب، لتكون رمزاً لأحلام تحققت، وأمانٍ أشرقت، فأبقت فينا أعطر الذكريات، ولها ننشد ذي الأغنيات.
،
ذكـــرتُكِ والعيــــونُ لهــــا هُـــطـولُ
كـــأنَّ المُـــــزن مــــن عيني يسيــلُ

تُضَـــرِّجُني الــــدموعُ إذا استهـَــلَّتْ
كَمِثـــلِ دَمٍ بــــهِ ضُــــرِجَ الــقــتــيلُ

بكيتُ ونحــــنُ مُفـتـــرقـــــونَ داراً
تشُــــطُّ بنـــا الفيافــــي والســهولُ

وصـــرتِ بمسكــــنٍ نـــــاءٍ بعيــــدٍ
تَـمَـنَّـــعَ مـــنــهُ قــــربٌ أو وصولُ

فلــــو أني علِمـــــتُ لـــكِ سبيــــلاً
وصلتُــــك إنـــمـــا قـُــطـــع السبيلُ

كــمـــن يَمْــــدُدْ تُجـــاهَ البدر كفَّــاً
ليـجـنـيـَـهُ وهيهــــاتَ الحصــــولُ

وحــــالَ الدهــــرُ بينـــي والأماني
وطبـــعُ الدهــــرِ خـــــوَّان حَـؤولُ

وقـــــوفاً في منـــــازلــــكِ الأَوالي
ورَسْـــــمٍ أعــــوَلت فيهِ الجَــــفولُ

ورَبْــــعٍ قــــد حللــــتِ بـهِ زمـــاناً
وأطــــلالٍ لهـــا ظـِـــلٌّ ظــلـــيــــلُ

تــبدلـــتِ الديـــارُ غــــداة َيـــــومٍ
نعــــاكِ إلى الرحيـــلِ بهـا الرحيلُ

كــــأنَّ الشمـــسَ آلـت في كُسوفٍ
لـفـقـدكِ والنـجـــومَ لهــا أفـــــولُ

وأعمـــدةُ الخيـــامِ لهـــا أنــيــــنٌ
كمـــا أنَّـــتْ بـهِ الشــكـوى العليلُ

وما للعطـــر بعـــدك مـــــن أريجٍ
وورْقُ الـــوردِ بـــادرهُ الذبـــولُ

وغابَ حُضورُكِ النَّضِرُ الغَضيرُ
وضـاعَ حـديـثُك الحسنُ الجميلُ

فمـا عـــادَ الصباحُ لــه طـلــوعٌ
وكــل الدهــر لــيــــلٌ مستطيــلُ

فيالــــكِ نكبـــةً فجعـــت فؤادي
وهــل مـــن ليس يفجعهُ الخليلُ

سأبكي مــــا حييتُ عليك دمعاً
ومــا يغني البكــاءُ ولا العويلُ

فــإن ينفـــدْ بكيتُ دمـــاً عليكِ
وســفـــكُ دمي لأجلك بلْ قليلُ
 
.

[ رَمَادٌ كَاْنَ عِطْرَاً ]

،
::
::

السبت، 7 سبتمبر 2013

أشهدُ أن [ وحدك ] في الحنايا

::
::
، 
لما كسر الحنين جرة صبره، وغلبته دموع شوقه، أبقى على بابها وردةً بيضاء، وورقة خَط فيها:

وهذا مــا تَمَخَّـــضَ عــن دُموعٍ
لمُـشتــاقٍ تطـــوفُ بــهِ المنايا

يقـــولُ إذا دنــا الأجـلُ المُسمى
وأحكــمَ ســاعدُ المـوتِ الرمايا

شهدتُ بأن غيرَكِ لستُ أهوى
وأشهدُ أنَّ وحــدَكِ في الحنايا

.
 
ثم توارى في العتمة

.
.

[ نزيفٌ من رمادٍ كان عطراً ]
،

::

::

الخميس، 8 أغسطس 2013

هل صام قلبُ العاشقين فيفطرُ؟


::
::

،
  يـا مَــن هــواهُ في الفـؤادِ مُعمِّرُ
 وغرامُهُ مــن كـــلِّ شــيءٍ أكبــرُ


 ولَمن لهُ شوقٌ يُرى في ظاهري
 وملامحي ، مما أفــاضَ المُضْمَرُ


 أتصُدُّ عني في النهــارِ وتدَّعـي
 أنَّ المحبـةَ فــي صِيــامٍ تُحْظَرُ؟

أوَما علِمتَ بأنَّ في شَرعِ الهوى
 وَصْــلُ الأحبةِ كُـــلَّ حينٍ يُؤجـــرُ


 وأنِ التقــالي ليسَ قـــطُّ مُبرَّراً
 والهجرُ إثـــمٌ ذنبُـــهُ لا يُغـــفــرُ


 فوصلتني بعد الفطور وهل تُرى
 قد صــامَ قلـبُ العاشقينَ فيُفطِرُ؟



[ رماد كان عطراً ]
،

للتو أتممت قراءة الأمالي في لغة العرب للأديب أبو علي القالي، وهو أحد الكتب الأربعة التي تعد عمدة الأدب العربي التليد، استغرقت قراءته حوالي عشرة أشهر، وهي مدة طويلة نظراً لتوزيع قراءتي على مختلف الكتب وليس كتاباً واحداً فقط في كل مرة، ويقع الكتاب في ثلاثة مجلدات، يختمها القالي بكتاب النوادر، وأتبعته بالاطلاع على نقد عبدالله البكري للقالي في كتابه الموسوم بالتنبيه على أوهام القالي في أماليه، الذي تقصى خلاله المواضع التي أخطأ فيها القالي قياساً على رأيه.

على اية حال، هو مؤلف ضخم واسع المعرفة نضاح بالنكت وطرائف الأخبار، تغلب عليه شواهد الشعر وعيون القصائد أكثر من الفحص الأدبي وسبر أغوار الكلام، بخلاف كتاب الكامل في اللغة للمبرد الذي يغلب عليه محص المعاني وكشف الغرائب اللغوية أكثر من الشواهد، ولكن يبقى في المرتبة الأولى لدي كتاب البيان والتبيين للجاحظ الذي أودع فيه ما هو أكثر من الرواية والاستشهاد، إذ هو مطرز بحواشي الحكم، ومرصع بمدارسة الآراء، فهو عندي كواسطة العقد من بين سائر المؤلفات.

لم أقرر إلى الآن بأي كتاب أتبع أمالي القالي، فالخيارات متعددة، كالعقد الفريد، وجواهر الأدب، والمغني، والأغاني، وأمالي الشجري وأمالي المرزوقي والتذكرة الحمدونية والتذكرة المغربية والحماسة البصرية والحماسة المغربية وأدب الخواص وغيرها الكثير، لكني ربما سأنتقي كتاب أخلاق الوزيرين لأديب الأريب اللبيب أبي حيان التوحيدي.

القراءة .. تداوي جراحات الزمن، ولا ننشد الأشعارَ إلا تداويا :)
 
،

::
::

الخميس، 1 أغسطس 2013

أضلعٌ تحتَ التضميد


::
::

،
ما الناسُ إلا العاشقون وذو الهوى
ولا خيــرَ فيمن لا يــحـب ويعشــقُ

ترى، ماذا تعني الحياة، إن لم تكن حياةً لفعل ما تحب، لأجل من تحب، مع من تحب. ماذا تعني الحياة، إن لم تكن خروجا عن النص، وتمرداً على الوجود، وفضاً لسلك النظام. ماذا تعني الحياة، إن لم تكن جنوناً مدسوساً في زي العاقلين، وعشقاً مخبوءاً في رداء الحازمين، قناعٌ معطل الملامح تقابل به وجوه الكائنات، ووجه معرى، تعانق به عيني حبيب. ماذا تعني الحياة، إن لم تكن هروبا من ضجيج البشر، وارتماءً في صدر هواك، ذاك الذي تراه بين ظلام الخلائق مثلَ القمر!
 
ما أسخف أولئك الذين يظنون العيش في كسرة خبز، أو حفنة مال، أو في اللهث وراء متاع الحياة الزائف الذي ما يلبث حتى يصير حطاماً ركاماً، ما أسخف أولئك الذين يهدرون أعمارهم في سداد صروف الحياة، وقضاء حوائجها، واتقاء نوائبها، وأيامهم مكرورة كصفحاتٍ منسوخة، لا يتغير فيها سوى قِصَر الأمل، ودنو الأجل. فكن غنياً، أو كن فقيراً، فكلاهما سيصير للقبرِ والكفنِ.
 
تفرستُ في جوه الناس، فوجدتهم موتى، ماعدا العشاق! فما سرني أني خليٌّ من الهوى، ولو كان لي ملك الشرقِ والغربِ.
 
ولا خير في الدنيا إذا أنتِ لم تزرْ
حبيباً ولــم يطـــرب إليكَ حبيــبُ
 
تحيا النفوس من الهوى وبه يطيب لها المعاش، ولقد علمتُ بأنه ما طاب عيشٌ لامرئٍ لا يعشقُ.
 
 
[ ليكن صوتُك .. آخر الأغنيات في أذني ]
 

ثمة وجوه خلقت لأجل ان تبعث الحياة، وأيدٍ ما أن تمس الاضالع حتى تنفخ فيها الروح، كغيث همى على صدر الفلاة، تحيا به الأرض من بعد موتها. وصوتٌ له فعل السحر، يوقف دوران الكواكب، ويعلق النجوم في مصامها كاسرجة مضرمة، ويشعرك في لحظة فارقة من العمر، أنك في طور الخلود، أنك الآن في الجنة.
 
مر دهر طويل، منذ أن تسلل صوتك الذي يشبه أغنيات الفجر، وعزف العنادل، وتراتيل البحر حين يعانق موجه صدر الشواطئ، صوتك الذي يزرع الحياة في أقاصي الروح، ويحيطها بحنان كأجنحة الملائك، يوقد جذوة القلب، ويأسر الحواس، فتشعر حينها أنك مجرد من كل ما يمت للكون بصلة، وكأنما انتُشلتَ من اركام الدنيا وصعد بك  إلى أبراج سماء بعيدة جداً عن ضجيج الخلائق.
 
بعد كل هذا العمر، كل هذا النأي، بعد انشقاق العصا وافتراق الخطى، آتيك كمن يفر عن جلاده، لأتدثر بجفنيك، وألوذ بأهدابك، وأعوذ بك من الاندثار،  فتعصمني من الانكسار، وتهديني يوماً آخر تشرق فيه الشمس، وأنتَ كما أنت، لا تغيرك السنون، ولا تقسيك الأيام، وكأن الزمن نائم في عينيك، بلطفك المتبجس كنهر سري يقر برده في الفؤاد، ويغسل روحك من هموم الحياة وأكدارها، ويجلببك بالبياض ويخضبك بالأريج، ويمحو من جبينك كل الوجود.
 
ترى، كم من العمر يلزمنا لنكفر عن خطايا ساعة مرت دون أن نعانق فيها وجه حبيب، وكم من صلوات الغفران يحوجنا لنحط من أعمارنا كل يوم مر دون وصل من حل في القلب ساكنا فشغفه حبا.
 
بعد أن ضاقت علي الأرض بما رحبت، وزلزل بأقدامي، وتقطعت سبلي وضللت سبيلي وفقدت خارطتي، فتحتَ ذراعيك باسماً، فجثوتُ أمامك على استحياء، كآثم يصب أدمعه في الثرى، علها تكفر عنه بعض ذنوبه وخطاياه، ونحن الذين توادعنا قبل سنين من غير سلام، وسفت الريح تراب النسيان في أزقتنا، وتغيرت اسماؤنا وكنانا واقنعتنا. فكيف عرفتني من بين الزحام، بعد أن ذبل وجهي، وشاب مفرقي، وضاعت ملامحي، وكيف دار الزمن، ليعيد وصلي بك، بعد أن جذ غيرك عني أمراسه، وأنا الذي تشبثت به بأضلاعي، فقطع حباله وتركني هائما في فلاة تعصف فيها نيرج مجفال.
 
كنت أعرف، أنك تستطيع أن تعيد لي الأنفاس، وأن تضمد اضلعي، كما عهدتك منذ كنا، ورغم كل الاسى، وكل الحزن والانكسار، جعلتني أبسم، وما ابتسمتُ إلا لجلال وجهك، وضياء قلبك.
 
لن أخشى عليَّ، ما دمتَ أنتَ معي :)
 
سأكتب لك ما يليق، فقط امهلني ساعة استجمع فيها جند حروفي، وسيبقى الشوق يسبق أحاديثنا في ساعات الليل الأخيرة، حين ينام الناس، ويسهر العشاق، بل حين يموت الموتى، ويبقى الأحياء.
 
فإلى موعدٍ آخر، مع صوتك، مع سحرك، مع الحياة التي لا تتخلق إلا في عينيك.

،

::
::

الأربعاء، 31 يوليو 2013

أنا في أسبوع [ 17 ]


::
::

الــيــــوم: اثنان وعشرون جرحاً
الـشــهـر: رمــضـــان الــذبـــول
الــســنـة: الرابعة والثلاثون، بعد أربعمائةٍ وألف منفى
،
 
لو أنَّ حُزني في السماءِ نثرتُهُ
سَقَطَ السماءُ مـن الأنينِ فُتاتـا

[ رَمَادٌ كَاْنَ عِطْرَاً ]

،
 
كم مضى علي من العمر دون أن أهرق دمي بين دفاتري وأوراقي، دون أن أخوض معركة النسيان، ضد الذاكرة، منذ متى وأصابعي معلقة كثائر مشنوق على قارعة طريق قديم، تعصف فيه الريح، وأقلامي التي باتت كأسيافٍ لَصِبَت في أجفانها، من شدة البرد، من شدة البعد. أعزل أنا، لا سيفَ في يدي أذود به، عني، ولا درعٌ تخبئني، من الخناجر والطعنات في كبدي، مُجرَّحٌ أنا، وسْط الظلام، لم يبقَ فيَّ مكانٌ، للرماحِ ولا السهام.
 
وأنا الذي، من ظنَّ يوماً أنه، مَلَكَ المنايا، يومَ باعَ الأمنيات، مذ يومَ مُزِّقَ قلبُهُ، وتنازعت أنفاسَهُ كُلُّ الجهات، من ظنَّ أن الموتَ سرُّ خلاصهِ ونجاتهِ، فإذا به مازالَ ينزفُ منذُ مات!
 
ويحَ قلبي مالَهُ! جذَّ الحنينُ نياطَهُ، من بعد أن عض الزمانَ بنابه في أضلعي، وتقوتت أسقامه من مهجتي!
 
.
.
 
إني مضيتُ في غير طريق، كيلا أعود ..!

،
 
::
::

الأربعاء، 26 يونيو 2013

كَعْبَةُ الأَحْزَاْن ..!

::
::
،
ليست قصيدةً أكثر منها أنينَ محزونٍ كواهُ الأسى والحنين ..!

:
 
 
تـظـنـيــني نَسِيـــتُ ومـــا نَسِـيـــتُ
وأنــي بَعـــد بينِـــكِ قــــد بَــقِــيــتُ
 
وأنـــي ســـوف يُسليــني التنـــائـي
تنــاءيــنـــا ولكـــن مــــا سَـــلِــيْـتُ
 
يرانـــي النـــاسُ ذا عـقــلٍ حـكـيــمٍ
وعــقــلي فـــي محبتّـــكِ شـتــيــتُ
 
ولــي بأسُ الشكيمـــةِ بَـيْــدَ أنـــي
فـــؤادي مـــن تذكـــُّرِكِ فــتــيـــتُ
 
وأصمتُ فــي نواديهــم وأُغضــي
فكـــلُّ حديـــثِ غيرِكِ لـــي مَقــيتُ
 
وأسهـــو حيــنَ يندهُـني رفـاقــي
وأُنصِـــتُ حين يأتي منـــكِ صِيتُ
 
وأعتـــزلُ الأنـــامَ فــــإن أُنســـي
بذكركِ مــــا ســــواهُ بــــهِ عَنيتُ
 
وأصطــنــعُ التبــسُّمَ كـــي تخالي
بأنـــي بالقضـــاءِ لقـــد رضِـــيتُ
 
تَخِـــذتُ من البشاشةِ لـــي قناعاً
ولـــلآلامِ فـــي صـــدري مبيـــتُ
 
وأنصحُ بالسعــادةِ ثـــمَّ أُوصـــي
بهـــا غيري وفـــي همِّي شَقِيـتُ
 
وأُذري الدمعَ مـن عينِ الحَـزانى
ولكـــنْ في دُمــوعي قــــد عَيِيتُ
 
وأُظـهــرُ أنني جَـلْـــدٌ صـــبـــورٌ
وثــمــةَ في الحشـــا جُرحٌ مُميتُ
 
وأُبـــدي جَفـــوةً والقـــلبُ منــي
يـــذوبُ كـــأنْ بنيـــرانٍ وُرِيــــتُ
 
تــنــاولـنـي الـــزمانُ بكــلِّ كَـربٍ
فـــمــا يـــومٌ بــــهِ إلا شَـجِــيـــتُ
 
ومــزَّق عِــقـــدَ آمــالـــي وأودى
بأحـــلامي ، وخـيبــاتٍ جُـــزِيــتُ
 
فـكــم جـــرحٍ توسَّـد في ضلوعي
وكــأسُ المـــوتِ كـم منها سُقِيتُ
 
كــأنـــي كـعـبـةٌ للحـــُزنِ فـيـهــا
بـحُـجّـــاجِ المنايــــا قـــد أتيـــتُ
 
يعادي الدهـــرُ غــايةَ كــلِّ حُـــرٍّ
ونفسُ الحُـــرِّ أكـــرمُ مـا حُظِيتُ
 
أعـــوذُ بهــا مـــن الآفـــاتِ إني
إذا أهـــدرتُـهـا يـــومــاً فـَنـِيــتُ
 
صبـرتُ عـلــى الرزايـا قاطباتٍ
عــدا هـجــرٍ بــهِ منــكِ مُـنيــتُ
 
وأظــمأني الحنيــنُ فكــلُّ مـــاءٍ
بـهِ مــن غيــرِ ريقِـكِ مـا رُوِيتُ
 
وجُرحي نازفٌ من لهفِ شوقي
إلـيـكِ ودون ضمِّـكِ مـا شـُفيـتُ
 
فقولي لــي بمن أعتاضُ عنـكِ
وأنـتِ كنــتِ أجمــلَ مـن لَقِيتُ
 
فدتْــكِ النفسُ لــو تدرينَ أني
وأيـــمُ اللهِ دونكِ مـــا حَيِيــتُ
 
 
:

[ من الوافر، وعُدتها أربعة وعشرون بيتاً ]
،

::

::

الجمعة، 31 مايو 2013

وكم هزم الشعرَ السحرُ ..!

::
::
،
أراني، إذا مــا رُمــتُ أُنشدُ شِعــرا
ينوءُ بيَ الحرْفُ، ويخذُلُني الشِّعرُ

أنــا، مَلِكُ الشعــرِ، لكــنَّ وجْهــكِ
 سِحرٌ، وإنَّ الشعرَ يَهزِمُهُ السِّحرُ
 
.
.

[ نزيفٌ من رمادٍ كان عطراً ]

،

::

::

الثلاثاء، 30 أبريل 2013

ريقك أشهى من المطرِ ..!

::
::
، 
 
وقـالــتِ الحـظُّ كـــلُّ الحـظِّ للــمَــــطَــرِ
إذْ عانقَ الصدرُ منكَ القَطْرَ في السَّحَرِ
 
هنــاكَ هلَّـــتْ شُــؤوْنُ العيـــنِ ساجمةً
وقــلـتُ ريقُــكِ بــل أشهـــى منَ المطرِ
 
إنـي رأيتُــكِ فــي الأجـــواءِ مــاثِـــلَــةً
ونـــور وجهــكِ في الظلمـــاءِ كالقمـرِ
 
وذلــكَ اللــيـــلُ إنـــي بِـــتُّ أحــسَـــبُــهُ
كــمــثــلِ شَــعـــركِ مسـدولاً على سُرُرِ
 
لا تحـسـبـي المُــزنَ بالأمطــار هاطلـةً
لكــنَّمَـــا دَمــعُ شوقيْ فاضَ كــالمــطـرِ
 

.
.

[ نزيفٌ من رمادٍ كان عطراً ]

 

 ،

::

::

الأربعاء، 20 مارس 2013

تبكي ، وما صوتٌ لها مسموعُ ..!

::
::
،
صورةٌ وردتني قبل حين، أرعدت فرائصي، فأهرقتني شعراً..

 
 
 
طــفــــلانِ مسَّهـــمـــا الضـنى والجوعُ
حـبـــلُ الـحيـاةِ عــليــهـــمـا مقـــطوعُ

والأمُّ حــولهمــا ، تــكـــابــــدُ جُـرحهـا
والــعـيــنُ يملـــؤها الأســــى ودمـوعُ

صرخـــاتُ طــفــليـــهـا تـهـزُّ كيـانهــا
تبكي ، ومـــا صـــوتٌ لها مسمـــوعُ

بسمتْ على مضضٍ ، وشقت صدرها
واستخرجـتْ قـلـبــاً حـوتـهُ ضـلــوعُ

أذكــتْ عـلـيـهِ الـنـارَ كــي تُطعــم بـهِ
أطــفــالهـا ، وفــؤادهــا مـــوجـــوعُ

لــمـــا رأتهــم نـائــمـيـن تـوســـدتْ
رُكـنَ الـجــدارِ ورُكــنُهـا مـصـدوعُ

فاضــتْ بـهــا أنفاسُها واستسلمتْ
للمــوتِ وانطــفـأتْ هنـاكَ شمـوعُ
 
:

[ انتهى ]
،

::

::

الجمعة، 15 مارس 2013

أنا .. في أسبوع [ 16 ]


::
::

الــيــــوم: سبعة وعشرون جرحاً
الـشــهـر: ربـيـع الـحــزن الثاني
الــســنـة: الرابعة والثلاثون، بعد أربعمائةٍ وألف منفى
،




أحُبك حباً
لم يرَ الناسُ مثلَهُ
ولا قلبُ عاشقٍ
تضمَّنَهُ قبلي
ولو صُوِّرَ الهوى
على صورةِ امرئٍ
لكانت
- إذن -
سماتُ صورتِهِ
مثلي

[ رَمَادٌ كَاْنَ عِطْرَاً ]

،

قد انقصى أمد بعيد منذ أن نثرت نفسي هنا أحرفاً ومداداً، وعنَّ لأصابعي التصلبُ حين حاولتُ عطفها على خط الكلام، أحقاً أني هرمت؟ هرمت حتى على رسم الكلام .. والابتسام؟
 
لكني هنا، مازلتُ أرميني في مرمى عينيك، وأهرب من ضوضاء الدنيا وضجيجها إلى ساحِ كفيك، مازلتُ آتيكِ ليغسلني نداك من أركام الحياةِ وهمومها وآفاتها ومحلولك خطوبها، فتصيرينني بسحرك خلقاً جديداً، بلا ماضٍ، بلا ذاكرة، بلا لغة، بلا زاد، فلا تبصر عيناي إلا وجهك، وينكر وجداني كل الكون ولا يقر اعترافاً إلا بك، أنتِ التي خلقتني دون قلب يضج بين الضلوع، لأنكِ تعلمين أنْ لا قلب لي .. إلاك!

إنك السكر الوحيد الذي، لا يذوب في الماء، ولكن إن لامس الصخر، أساله!
 


 
أتعلمين أني مازلتُ أختنق في غيابك، مازلتُ أشعر أن الدنيا لا تسوى لفظ الأنفاس فيها دون قربك، دون عناقك، وكل يومٍ يمضي دونك هو يومٌ ساقطٌ من حساب العمر، وكل زاد تزودته يفنى إلا قبلاتك، تلك التي تمدني بسر الحياة وتنفخ الروح في صدري!
 
انتِ وحدك، من يطمس من ذهني وجه الدنيا، كلما ضاقت علي ابوابها، وازدحمت بجوفي أوصابها، أهرع إليك لا ألوي على شيء دونك، لأنك الجنة، ولا تشبهين الأرض في شيء، ولا البشر في الشيء، ولا الخلق كلهم في شيء!
 
كل طريق لا يؤدي إليكِ، يؤدي إلى الجحيم!

 
 
 
أتعلمين أني اقتنيتُ آلة تصوير، فقط لأصورك؟ لأملأ كل زوايا حياتي بصورٍ تحويكِ، في كل أوقاتك، في كل حالاتك، حين ألتقط صورة لكِ، وأنتِ تنظرين إلي، بتلك الابتسامة التي تشق الأرض وتسقط السماء كسفاً جمالاً وجلالاً، أشعر بالآلة ترتعش وتكاد تتفكك أجزاؤها من شدة سحرك، وعذب حُسنك، وبهاء روائك، أخبريني فقط، أقسم أن تخبريني، ما الذي ترى، في هذا الوجود كله، ألذ وأشهى، من تحديقي في وجهك الدري؟
 
نجلاء العينين، زهرية الشفتين، وردية الخدين، بيضٌ ترائبك، سودٌ ذوائبك، خمصٌ حشاكِ، ريثٌ خطاكِ، ملتفة ساقاكِ، مخصورة قدماك، نائر وجهك، متلألئٌ سننك، عذبٌ مُقبلك، دقيق خصرك، أهيفٌ قدك، دُرم مرافقك، كدِعص النقا أسفلُك، عبلٌ مقيدك، حالٍ مُقلدُك، خدلٌ مخلخلك، وما سمةٌ من سمات الجمال إلا كانت عليها صورتُك.
 
أصورك، وأنتِ تضحكين، حين تلعبين وعليَّ تتدلعين، أصورك وأنتِ تقرئين، وأنتِ تشاهدين التلفاز، وتنامين مختبئة في حنايا أضلعي، أصورك حين يشرق على الصباح وجهك، حين تغنين وترقصين، حين تتشاجرين معي لأني لا أجيد الحديث معك إلا بالقبلات.
 
أصورك حين أحملك بين ذراعي في شاطئ يمتد بقدر اتساع شوقي وحنيني إليك، حين أتوغل بك في البحرِ وأنتِ تصرخين خوفاً وفزعاً، فتتشبثين بقميصي حتى يتمزق، وتغرسين في أكتافي أظفارك، وأنا أشعر حينها، بأني أحبك أكثر .. أهواكِ جداً أكثر!
 
 
 
 
.
.
.
 
أحُــــــبــــــكِ
قدر امتداد البحر .. بل أكبر!
 
،
::
::

الأربعاء، 23 يناير 2013

أنا .. في أسبوع [ 15 ]


::
::

الــيــــوم: أحــد عــشــر ألـمــاً
الأسبوع: جـــــــــرحٌ عــاشـــر
الـشــهـر: ربـيـع الـحـزن الأول
الــســنـة: الرابعة والثلاثون، بعد أربعمائةٍ وألف منفى
،





أراك
في عينيَّ
في الأجواء في الأضواءِ في المطرِ
أراك في وجوه الناس
- كُل الناس -
في الجدران في الساحاتِ في الطرقاتِ في القمرِ
اراك ولا ارى إلاك أين امتد بي بصري
يغيبُ الكونُ
- كل الكون -
في الأشكالِ والصورِ
وتبقى أنت
- وحدك أنت -
ليس سواك في نظري


[ رَمَادٌ كَاْنَ عِطْرَاً ]

.
.




السعادة، هي أن ترى العالم في جوف أضلعك، أجمل جداً، من العالم خارجها، السعيد، هو ذلك الذي لا يستطيع تفسير البهجة التي تتكنفه، ولا يجد الأسباب التي يستطيع أن يعزو سروره إليها، لأن السعادة لا تصب فيه، ولا تأتي إليه، ولا هو يفتش عنها، إنما تنبع منه، تتمخض عنه، تتخلق في محاجر عينيه، وتتفجر في شمس ابتسامته!

السعادة، هي محطة تعقب امتلاء القلب بالأسى، وتضلع الصدر بالحزن والجوى، أن يعصر الألم روحك، أن يلقي عليك الموت التحية في كل جهة وباب، حين يجتمع الكون كله في عينيك، فتراه أجمعه، هباءً منثوراً، هناك فقط، تزهر السعادة، تتفسخ شرنقة البهجة، وكأن الوجع تأشيرة دخول، لجنة في الروح، لا يحظى بها كثيرون، حينها فقط، تكون محصناً ضد الألم.

.

وأنا، رجل النقائض والتضاد، رغم كل الانكسارات والهزائم التي لا تنتهي، مازلتُ غير قابلٍ للانحناء، مازلتُ شاخصاً صوبَ السماء، مازلتُ عصياً على الفناء، مازلتُ أنسج أحلامي الكبيرة بمغزل التجلد وشدة البأس، مازلتُ الرجل الذي يتمرد جنونه على حكمته كل ليلة، ويقيد عقله جنونه كل صباح.

مازلتُ ذلك الرجل الذي يهوى اعتزال الوجود في كهفه، بسراجه وكتابه وأسراره وأمنياته الصغيرة، وهو ذات الرجل الذي يهوى الركض على شاطئ البحر بصدرٍ معرى، يعانق الريح والنوارس، ويحكي للبحر شوقه وحنينه.

مازلتُ ذاك الرجل الذي يخرج ظهراً إلى حديقة منزله حين يعم السكون المدينة، يغني مع الريح والأغصان، مع الحمام والعصافير، يلعب بالتراب، ويصطاد الحشرات، ويلاحق فراخ الدجاج والبط الصغيرة حتى تهجم عليه أمهاتها وينكب الشاي من كوبه الذي يحمله بيده على ملابسه، مازلتُ اشتاق لجروين صغيرين حصلت عليهما قبل مدة وجيزة، لأستعيد بهما ذاكرة تاكي الجرو الذي فقدته قبل قرابة 18 عاماً، وتاكي القط الذي فقدته قبل عام، وهل جزاء الوفاء إلا الوفاء؟

وفي الجانب الآخر، مازلتُ الرجل الذي يحلم بغزو الكون، باحتلال العالم، بارتداء وشاح وتقلد رمح وامتشاق سيف وامتطاء صهوة فرس.

مازلتُ الرجل الذي لا يطيق الحياة دون أن يحب ويعشق، دون أن يغرق في لجج الغرام والهوى، دون أن يفتله الحنين ويمزقه الشوق، الرجلُ الذي تتخطفه الحمى من سورة الوله، ولا يكتفي ابد الدهر من عناق حبيب!

مازلتُ الرجل الذي تجري دماء الناسك في عروقه، من ينتحب وتتقطع أنفاسه حين يتذكر خطاياه وآثامه، من يُسبّح بدموعه في المحراب حياءً من هول الذنوب والجرائم التي يستغفر بارئه عنها، ولا يكفيه الغفران!

أنا، هو الكائن الذي، اختزلت في خطوط كفه، قصة الوجود بأسره.
،
::
::