وجهي .. في مرآة مهشمة ..!

صورتي
حيث تفنى كل نار
هيَ ذي الحياة ُرسائل ٌ.. فيها من الألم الجديد ْ.. العُمر خيل ُمراسل ٍ.. والحُزن ذاك هو البريد ْ..!

السبت، 31 مارس 2012

أنا مازلتُ حياً ..!

::
::
،
[ أهلاً بالموتِ .. زائراً ]

أي شيء أكثر نزاهةً من الموتِ يا ترى؟ إنه الوحيد الذي يعد فلا يخلف، ويقدم نصائح مجانية لا يطلب فيها جزاءً ولا شكورا، ولا يستنكف عن إلقاء التحايا علينا بكرة وعشيا، يطمئن على نبض قلوبنا إن كان قد أصابها البرد ذات ليلة فأقصرت عن الوجيب، يتفرس في وجوهنا في الوقت الذي نجهل فيه معالمه وأسارير جبينه وهو ماثل أمام أعيننا صحاراً جهاراً، يحضر مجالسنا ونوادينا ويشهد جلواتنا وخلواتنا دون أن نستشعر وجوده ووقع أقدامه وطرقات أصابعه على الابواب والنوافذ .. إنه معنا وإن لم نكترث بأننا أيضا .. طوال الوقت .. معه !

كفى بكَ داءً أن ترى الموتَ شافيا
وحسـبُ المنـايــا أن يكـنَّ أمانيــا

منذ حولين، وأنا أعاني هشاشة في أجهزة الممانعة لدي، لم أعهد نفسي يوماً أني مشهر بالثغرات التي باتت مئنة للغزاة، هناك شيء ما مكسورٌ خلف هذه الأسوار، ربما ُطعن ربُّ الدار في ظهره، فغدا القصر بلا أمير، أو ربما، هناك طابور خامس يغزل كيده من الداخل كما ينسج العُداة كيدهم من الخارج! فما بالُ أولئك الجند قلبوا ظهر المجن وهم من يفترض بهم أن يستثفروا ويشمروا للذب والدفاع؟ هل عقدوا صفقة مع القدر لتسريع الإطاحة بي؟ أم أنهم تعرضوا لرشوة من اليأس فأنشبوا فؤوسهم في أضلعي بعد أن طال الأمد بأرضي على جدبها؟!

لقد تمكنت مني الحمى أخيراً، فاستباحتني وطفقت تململني ثلاث ليالٍ حسوماً وأنا لا طبيب لدي إلا الصبر والتجلد تحت سترة الظلام، وعصفت بشق وجهي الأيسر جائحة من الألم، وددتُ حينها لو أبتر رأسي وارمي به من مكان سحيق!

ماذا ستفعل الحمى بمن لا يملك شيئاً يخسره؟ بمن يرحب بالموتِ حين يأتي زائراً .. وإن ابتسم في وجهه فلا يفعل سوى .. رد الابتسامة؟!

رفعتُ يدي بين ركام جثة هامدة .. وقلت: أنا مازلتُ حياً ..!

وهأنذا .. :)
،
::
::

الاثنين، 19 مارس 2012

بعث انتفاضة .. سابعة!

::
::
،
[ سأحارب كيلا .. أحبك! ]

بالأمس، لم ينقطع فكري عن الطواف حول كعبة وجهك، يفترسني الشوق إليك، واصرخ في جوفي: أريدك! أريد أن أراك! ألا من سقطة قدر تأخذ السماء على حين غفلة، فاراك في مكان ما صدفة دون قصدٍ وموعد! أذكر آخر مرة رأيتك فيها، رغم كل الخلاف بيننا، رغم كل الخصام، رغم كل الأسى الذي مزق قلبينا، نسيتُ كل شيء حينما رايت وجهك، وشعرتُ كأن ثمة زناد يقدح في أضلعي ناراً أتسفع بها فتبدد الجمود في عروقي! رأيتُ وجهك، فنسيتُ العتاب، ونسيتُ العذاب، ونسيتُ العقاب، ولم أستطع إلا أن أحبك، وأن أمارس حنيني إليك خلسة في حضورك! لم أستطع إلا التحديق في عينيك، وإرواء ظمئي من بسمة شفتيك الزاهرتين. كم وددتُ حينها لو وثبتُ وعانقتك حتى حطمتُ أضلعي فيك!

كان ذاك قبل قرابة سنة من الآن، وكان ذاك قبل تشظي فؤادي تحت قدميك بحوالي سنة وثمانية أشهر! من كان سيصدق أني سأنسى كل حقدي على تركك إياي فورما رأيتك، من كان سيصدق أني سأتفجر ولعاً بك رغم هجرك إياي؟ إنه الحب يا جميلة ذاك العمر، كان حبي لك يفوق كل شيء، ويستحوذ على كل شيء، ومستعدٌ لأجله لأن أضحي بكل شيء، كل ما كنتُ آمله هو حياة يكون قوامها أنت، وعمر يمتلئ بك، وزمن لا أرى فيه إلاك، وألغي من الوجود كل الخلائق، ولا أرى في الكون إلا ما يُطبع في حدقة عينيك! كم كنتُ متأهباً لأن أبيع الدنيا ومن فيها فداءً لرمشك!

لو بقيتَ معي، تيقن، أني كنتُ سأحبك أكثر، وأسكر في غرامك أكثر أكثر، ولكن، لم تبقَ معي، ولم أبق أنا، ولم يبقَ شيء!

صحوتُ اليوم فجراً، وأول شيء خطر بخلدي .. هو وجهك! ولكن سرعان ما شعرتُ بألم يعض أضالعي، أين أنت؟ لم تركتني؟ تلفتُّ حولي ولم أجدك! ثم داهمني طيفك، وأنتَ معلق في ذراعي شخصٍ غيري، ولاهٍ هناك غير مكترثٍ بما يحل بي! وقالوا أنك بخير، وأن حياتك تتبجس هناءً وسعادة، وكل أوضاعك استحالت حسنى، فهل قال لك أحدٌ أني بخير؟ هل قال لك أحدٌ أنك أعقبت قلبي محطما كجرة مكسورة لا تُرفأ أجزاؤها! هل قال لك أحدٌ أن الحمى لم تتركني يوماً منذ حولين كاملين! هل قال لك أحدٌ أن عيني موشومتان بالحُزن وكأني طيلة الوقت أذري الدمع عنهما بأناملي! هل قال لك أحدٌ أن صوتي مازال مخنوقاً من شدة السعال على ذات الحال الذي تركتني عليه! هل قال لك أحدٌ أني لم استسغ طعماً للحياة ولا أشرقت في عيني ألوانها منذ أن غادرت! لم يخبرك أحد، ولكن تُخبرك العينان ما الصدرُ كاتمُ!

على أية حال، أنا أيضاَ أوضاعي تغيرت، الشيء الوحيد الذي يبقيني معلقاً بك هو وفائي لك، وجسامة صبابتي فيك التي تتطلب دهراً من الهدم!

فهل كان خطأ أصابعي الرجفى عناية من الله لك؟ وهل تدخل القدر ليمنعني من الوصول إليك رأفة منه بك؟ رقم واحد فقط، كان يفصل رسالتي إلى هاتفك! لتذهب دونك إلى المجهول!

لقد تذكرت عنوانك أخيراً، ولكن لحسن حظك، أني لستُ اليوم بذات الضعف والانكسار الذي حاسني بالأمس! فاطمئن، لن أرسل! على الأقل قياساً بمناعتي وقوتي الحالية!
سأستمر في المقاومة، وسأواصل الصبر، أعلم أني معرض لنكسات الحنين واغتيالات الشوق دوماً، أعلم أن حبي إياك يحدق بي ويتربص ليغرس خنجره في صدري خلسة!

ولكن، مهما كان، سأقاومك، سواء أكنتُ حياً أو ميتاً .. سأقاومك في محبرتي ومقبرتي! وكن دوماً على ثقة، أنك خسرتني! فلن تجد في الكون كله، ولو علقت الأرض من أقطابها، لن تجد قط، من أحبك أكثر مني ..!

يالله، سامحني على ما سأفعله، أو ما أحاول أن أفعله، أو ما أفكر في أن افعله، سامحني واغفر لي ارجوك ولا تأخذني به، ربما سيخفف عني بعض ما أعانيه الآن، ربما سيسعفني على النسيان، أنت تعلم ما بقلبي، فسامحني إن تهورت أو اقدمت على خطأ، فلن أفعل ذلك إلا هروباً منها، وابتعاداً عن طريقها، سأتركها تعيش بسلام، مع من اختارت واستكانت إليهم وقتلتني إرضاءً لهم، قدرما استطيع، وأنا سابقى في المقاومة، وأنتَ خير من يعلم أن دمائي دماء ثائر!

سأخون وطني، وأخون عينيها، هذا القدر الذي اختاره لي كل أحد .. إلا أنا!
،
::
::

الأحد، 18 مارس 2012

انتكاسة حنين ..!

::
::
،
[ سقطت مني أسلحتي، ودروعٌ كانت تحميني! ]

يالله! ما الذي حدث البارحة! أيعقل أن دُكَّت كل حصون الصبر التي طوقتُ روحي بها طيلة أشهر .. فجأة!! ألهذه الدرجة أنا معرض للانكسار المباغت، وأنا الذي كنتُ أحسبُ أني بتُّ مدججاً بشتى أفانين اسلحة المقاومة والردع والمنع! وأني قادرٌ على صد اي هجوم من ذكراك، وكبح أي جماح شوق يغتالني منك! لا أصدق!
في لحظة ما، أحسستُ أنكَ أمامي، ووجهك ُقبالة عينَيّ، وعوضاَ من أن اشيح بوجهي أنفةً، وأمتشق سيفي لأمزق خارطتك قبل أن تصل إلي جيوشك .. شعرتُ بأضلعي تضمر، وجسدي يتقلص، واعترتني رجفة مزلزلة أوقعت مني تُرس الصبر وقلبت ظهر مجنأ الجَلَد! تلفتُّ يمنةً ويسرةً بحثاً عن تلك الأسلحة التي طالما شحذتها لأن تقيني من ذكراك! رأيتها تضوي داخرة، وتستحيل هباءً كلما حاولتُ الإمساك بأحدها، لتبقيني أعزلاً في ناصيتك، وعارياً في عاصفة حضورك! أدركتُ حينها أني سأهزم، وسيجرفني تيارك، وكأن قدميَّ قد صُبَّ عليهما الجليد، وعينيَّ داهقتان بالحيرة .. والذهول!

لقد وقعتُ مجدداً في شرَكِك، وصادتني حبالك، رغم كل هذه المسافة التي بيننا، وكل هذا العمر الذي يفصل روحينا، انتشلتُ هواتفي، أين أجدك وقد حذفتُ كل طرائقك منها! لم أكن أتحكم بأطرافي، كنتُ أشعرُ أنك تمتلكني، تصنع بي ما تشاء دون أدنى مقاومةً مني! شققت جمجمتي لأبحث عن وجهتك، وسارعت أصابعي المرتعشة بكتابة أول الأحرف .. يا إلهي، الإملاء خاطئ! الكلمات ليست صحيحة! وكأني طفل في مقعده الدراسي الأول مازال يتهجأ ألفاظه!

[ كيف لي أن أخون وجهك! ] تلك كانت العبارة التي أرسلت، آهٍ لو تعلم كم يشق علي هذا الأمر، رغم كل الآمال المشنوقة، رغم كل الأمنيات المغتصبة، رغم كل الجفا والبعد والمسافات الطويلة، مازلتُ أحبك، مازلتُ أتورع عن لمس غيرك حفاظاً عليك، وتقديساً لك، ووفاءً لأجلك!

رغم كل محاولاتي في كرهك كي أنساك، وجهدي في تمزيق صورتك في عيني كي أبعد عن قلبي هواك، مازلتُ أحبك، أعترف بمرارة وخجل، أني مهزومٌ فيك، رغم كل شدتي وبأسي، لا أستطيع مقاومتك، وليتها مجرد مقاومة، فأنا أجدني أقذف بنفسي في أتونك، يحملني اشتياقي إليك كعاصفة هوجاء لا تستقر إلا في كفيك!

مازلتُ غير قادرٍ إلا أن أحبك أنت، وافكر بك أنت، وأشتاق لك أنت، مازلتُ أعيشك في روحي، واقاسمك أمنياتي وأحلامي، مازلتُ أتنفس بك، وأستنشق عطرك، مازلتُ أتخيلك في الطرقات والشوارع، مازلتُ أحس بدفئك في أصابعي، وابتسامتك، وحركة عينيك حين يداهمهما الصمت! وأصبعك التي تنقر بها جبيني فتشعلني ولعاً بك!

كيف أتخلص منك؟ كم أحسدك على صبرك، وكم أحسدك على قدرتك في تحمل غيابي، وأنا عمري كله غائبٌ معك، ولم يمر علي يوم واحد يبتهج فيه فؤادي مذ غادرت أنت!

ظننتُ أن عزمي على فراقك سيجعلك تحتضنني، ظننت أن غيابي ليلة عن عينيك سيجعلك تفتش عني في آخر ساعات الفجر، وتبحث عن صوتي، وتقترب مني، ظننت أنك ستحاول إيجادي، لتشعرني أنك مازلتَ مقيداً برباط العشق المقدس بيننا .. ولكن، مرت ليلة، واثنتان .. واسبوع، واليوم هو الشهر الخامس، على آخر خبرٍ عنك! رغم أني قد مت قبل ذلك .. بعمرٍ أطول!

بعدما أرسلت، أحسست بفداحة الذنب الذي اقترفت! لماذا ارميني في طريقك، وأنتَ قد اخترتً حياةً لا تحمل وجهي؟ لقد أُعلمتُ أنك غيرت كل شيء، وأعلمتُ أنك غيرتَ حتى محل إقامتك، وارتحلتَ إلى مكانٍ آخر، وأنا قد جئتك مراراً في جنح من الليل زائراً، ولم أجد أثراً لقدميك حيث التقيتُك ذات يوم!
أعلمتُ أن أحوالك بخير، وأعلمتُ أن أوضاعك تبدلت تماماً وغدوتَ أكثر بهجةً وسعادة!

وأنا هنا، قابعٌ في حزني عليك، أبكي فقدانك، إذ مازلتُ معلقاً في ذاكرتك الآبية على النسيان، فكيف أخونك؟ كيف أمس غيرك؟ كيف تريد من أصابعي أن تستدفئ إلا بكفيك أنتَ وحدك؟ كيف أرتضي أحداً سواكَ حياةً؟ قل لي بربك! قل لي! أين أذهب بهذا الوفاء الخانق، اين أوفد هذا القلب الذي يرفض كل أحدٍ سواك!

ماذا فعلتَ بي؟! واية لعنة عشقٍ أنشبتها أظفارك في أضلعي!

لماذا يبيع الناس وفاءهم بأبخس الأثمان، وأنا هنا، مدين بالوفاء لك، لا أقوى على سداد فواتير خيانتك!

أحبك، أرسلتها لك ساعة ضعف، ساعة شوق، ساعة رجفة حنين إليك!

ولكن، لحسن حظك، ولكي لا أقطع عليكَ حبل سعادتك وأصل ما كنتَ أنتَ قد قطعته بخنجر هجرك، كانت وجهة الرسالة خاطئة، فأصابعي غلبتها الرعشة، وضلت بابك، ليستلم الرسالة غريبٌ لا يدري عن حرق الدمع في خدي، ولا يدري عن برد غيابك! ولم يقل أكثر: من معي؟
وكان جوابي إياه .. صمت مؤبد!

كتبتُ هذا، وأنا مثخنٌ بجراح غرامك اليوم أكثر مما مضى .. فاعذر لغتي، ورجفة أصابعي!
،
::
::

الخميس، 8 مارس 2012

جراح الأمسِ يا ليلى !

::
::
،
أليس اليومُ يا ليلى
بحبل الأمسِ موصولا ؟

وذاك الجرحُ يا ليلى
تراه على
توالي العمر منقولا

ففتش حيثما تبغي
وسر ميلاً .. وزد ميلا
شمالاً شئتَ أم يُمنى
أعرضاً كان أم طولا
ستلفي حيثما تمضي
حُسامَ الحُزن مسلولا

وقد قالوا أيا ليلى
جراحُ الليل يشفيها
غداً صبحٌ
فلا تشقى
وكم أجدى
دواء الصبح مفعولا
لقد كذبوا
وجدتُ الصبح يا ليلى
بجنح الليلِ مقتولا!
فهل يبقى
سوى دمعٌ
يترك آبد الأزمان

هذا الخدَّ مبلولا !

أيا ليلى
علمتُ بأن أيامي
كـ سلسلةٍ
وممتدٌ
على حلقاتها حُزني
من الأخرى
إلى الأولى
،
::
::